عبد الله باخشوين
.. مع بدء حركة الإصلاح والتجديد التي بادر بها ويقودها ولي عهدنا الشاب الفذ محمد بن سلمان.. تأكد أبناء بلادنا أن الوطن يملك ثروة هائلة -غير النفط والمال- تتمثل في المواهب الخلاقة الشابة القادرة على التصدي لكل مهام القيادة بصلابة واقتدار.. مسلحة بما حباها الله سبحانه وتعالى من نضج ووعي وقدرة على تحمل صعوبات جسام تذلل بالشجاعة في اتخاذ القرار بما يخدم المصلحة العليا للبلاد ويضمن رخاء مستقبله.
هذا الذي تقدم.. هو مقدمة للوقوف في محطة هامة.. نقول فيها إن هناك - أدى الأصدقاء في الشرق والغرب ((صورة تقليدية قديمة)) عن المملكة دأبت التيارات المتطرفة على العمل على تثبيتها وترسيخها للنظر إلينا ليس كبلد محافظ لديه من العادات والتقاليد الحسنة ما يحرص على عدم الانسلاخ منه.. لكن كبلد يحرص على حراسة واقعه ((المتخلف)) في مواجهة أي رياح للتغير والتطوير.. وهي ((فكرة)) لم يجد ((إعلامنا الموجه)) للعالم الخارجي أي طريقة لمنع انتشارها في مواجهة ((خبث)) التيار الذي دأب على نشرها وتعميمها وتأكيدها.
وتأكد أن هذة النظرة لن تتغير إلا بظهور قيادة جديدة وشابة كالتي أطلقها ودعمها الملك سلمان حين وضع محمد بن سلمان في المكان المناسب الذي ساعده على البدء في العمل لنقل بلاده إلى موقع جديد ووضعها على مشارف نهضة كاسحة تحقق لمواطنيها حياة جديدة يعمها الرخاء في ظل أنظمة وقوانين متطورة ومواكبة.
محمد بن سلمان فاجأ العالم بما يحمله من رؤى و((أجندة)) اتخذت مسارها للتطبيق عبر البوابة الواسعة للعالم المتقدم.
هذا -بدوره- أدى لسحب الأرض من تحت أقدام التيار الذي غذى الفكرة التقليدية واقترح نفسه بديلاً لها.. فأخذت الآراء تطفو من هنا وهناك داعمة ومؤيدة وربما ناصحة.
لكن الأمر لم يخلُ من ظهور ((آراء)) مندهشة.. أو مستغربة.. أو حتى محذرة.
غير أن ما قام به محمد بن سلمان وما بدأ العمل به لتحقيق وإشادة بناء جديد للمملكة أطلقنا عليه مسمى ((رؤية 2030)).. تجاوز النفق المظلم.. وتجاوز ((عنق الزجاجة)) وشرع في السير بخطى حثيثة تسابق الزمن.. وتسقط من مخيلة كل الأصدقاء في الشرق والغرب تلك الصورة التقليدية التي وضعوا المملكة داخل إطارها.. خاصة وهم يرون التفاف الناس حولها.. وحول قيادة محمد بن سلمان لها بعد أن أطلق الشباب للعمل على تنفيذها في كل المجالات.. غير أننا نرى أنه لا يكفي أن تحرص طلائع الإعلام الغربي للقاء محمد بن سلمان وترجمة أفكاره وشرحها للعالم كبادرة حاسمة لتغير وجهة النظر التقليدية عن المملكة.. لكن يجب أن يكون لدينا إعلام خارجي فعال يقوم بهذا الدور الصعب بلغة عصرية ومفاهيم إعلامية جديدة وفاعلة.