د.عبدالعزيز الجار الله
بدأ الأفق السياسي والعسكري يضيق في مساحته بعد أن كان متسعا وغامضا ويصبح أكثر وضوحا في الوطن العربي الذي يعيش حالة ضبابية منذ عام 1980م عندما تفجرت حرب الخليج الأول بين العراق وإيران لمدة (8) سنوات استنزفت الخليج العربي ودول المنطقة، هذا الوضوح تشكل بالتالي:
- مواجهة تصادم متوقعة مابين إمريكا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وبين روسيا على الأرض السورية.
- تصادم وشيك مابين أمريكا والاتحاد الأوروبي وبين إيران.
- وحرب باردة قد تتطور مابين الوطن العربي وبين إيران.
لاشك أن دائرة النزاع تكبر وتحرق كل الأطراف بعد أن كان دخول روسيا إلى سورية ينظر لها كنزهة للقوات الروسية لقلب الموازين والقوى في سورية لصالح بشار الأسد، نراها اليوم تورطت في صراع مع قوى الغرب قد يطول أمدها، وإيران هي الأخرى رسمت لنفسها هلالا شيعيا وسعت إلى مد نفوذها إلى داخل العمق العربي: اليمن البحرين العراق سورية لبنان. مع التهديد المستمر على دول الخليج العربي وجعلها تحت الضغط الإيراني. نجد الأن أنها في دائرة الاستنزاف المفتوح الذي قاد إلى ثورات في الداخل الإيراني وتهديد في انقسام البلاد.
الذين كانوا يهددون العالم العربي في تقسيم سورية أصبح فيه الروس يدافعون عن أنفسهم وحدودهم والحروب الدائرة حولهم في أوكرانيا ودول آسيا الوسطى وإفغانستان، أما إيران التي تقول إنها أعادت الأمبراطورية الفارسية وعاصمتها بغداد العاصمة العراقية، فإن إدعاءاتهم أنقلبت على أدبارهم وأصبحوا في مأزق كبير ليس من السهل الخروج منه.
بتوفيق من الله استطاعت قيادة بلادنا أن تجنبنا الصراع العسكري في سورية حيث رأت وفِي وقت مبكّر أن الصراع سيكون بين الدول والقوى العظمى، وليس صراعا محليا أو إقليميا حتى وإن كانت إيران طرفا فيه من البداية، فكان الرأي صائبا أن لا تتورط به دول الخليج العربي وباقي الدول العربية، وصدقت الأحداث التي بدأت عام 2010م وتكشفت عام 2018م بأن للصراع في سورية وجها آخرا مواجهة سياسية وعسكرية مابين روسيا وإيران وبين أمريكا والغرب.