فهد الحوشاني
تستمر السياسة القطرية في تخبطاتها وترنحها، فبعد دعوة تدويل الحرمين والتي لقيت الاستهجان من العرب والمسلمين، ها هي تطلق طامة أخرى، حيث دعت إلى تشكيل نظام إقليمي يضم تركيا ودولة الشر إيران!! وبالرغم من أنه لا قيمة لتلك الدعوة فعليًا، فالتأثير والمصداقية القطرية انتهت بعد انكشافها وتعريتها بعد أن تم تسريب المخططات والمؤامرات التي تنكرها، وإذا كان الساسة في قطر ينكرون المؤامرات وصلتهم بالإرهاب فما تفسيرهم لإيواء رموز لهم تاريخ في تشجيع الإرهاب والتحريض على العنف! لكن الدعوة يمكن وضعها بين قوسي المحاولات اليائسة لمكايدة الخليجيين بشكل خاص والعرب بشكل عام!! ويمكن وصف هذه الخطوة بأنها مثل الولد الذي يهرب من بيت أهله ليلجأ إلى بيت رجل سيء السمعة، طالباً الأمان والعون منه، مستنجدًا به ضد أهله!؟ ومن أسوأ سمعة وأفعالاً بين الدول من إيران التي تدينها دول العالم وتفرض عليها مقاطعة وتتهمها بالإرهاب والتدخل في شؤون جيرانها، فهي ما تزال تقتلهم في سوريا وتعين السفاح على مجازر يرتكبها في حق شعبه كما يحصل الآن في مذابح الغوطة! وتسببت في دمار اليمن والعراق ولبنان سياسيًا واقتصاديًا واشعلت فيها فتن الطائفية. لكن صاحب القرار القطري عميت عيناه عن كل ذلك ليذهب بعيدًا لمصافحة ومكافأة عدو العرب وقاتلهم ومنبع الشر ومروج وزارع الطائفية! ولن أستغرب الترحيب الإيراني، فتصرف السياسي القطري هو غنيمة لم يحلم بها المخطط التوسعي الإيراني، جاءت إليه على طبق من تهور لن تظهر نتائجه في الوقت الحالي!؟ الشعب القطري تم إجباره ليبعد عن محيطه الخليجي ليتسلم الملالي والأتراك قيادة سفينته إلى المجهول! التقارب القطري الإيراني لن يأتي بخير على قطر ولا للعرب، وإذا كان الابتعاد عن إيران أحد شروط دول المقاطعة فإن السياسي القطري يمعن في مكابرته عندما يعلن مثل هذه الدعوة، مما يعني أن السياسة القطرية ما تزال تتخبط، بدأت بالمؤامرات ضد جيرانها ثم نكث العهود والمواثيق، والآن تدعو إلى ما لا يمكن أن يصدقه أي جاهل بالسياسة!
إذا كانت دماء العرب المراقة وعواصمهم المحتلة تهون إلى هذه الدرجة على السياسي القطري، فهذه كارثة من الصعب التفاهم معها، وفي هذه الحالة لابد وبشكل عاجل من نقل دم عربي (صافي) إلى من أطلق هذه الدعوة ليستعيد جسمه عافيته، فبالتأكيد أنه تعرض لنقل دم (أعجمي) ملوث جعله في المنطقة الرمادية، فلم يعد يعرف فيها مصالح العرب العليا ولا حتى مصلحة شعبه!