صيغة الشمري
لا يمكن وصف الهدف الذي من أجله أسست هذه الجائزة العالمية الشهيرة التي لا يفوق شهرتها وأهميتها أي جائزة عالمية أخرى، ولا أبالغ إن قلت إنها أعلى تتويج بشري على الأرض منذ سيدنا آدم لهذا اليوم، فليس هناك شرف ورفعة في البشرية جمعاء - بعد أن يهديك الله لتكون مسلماً - سوى أن تنال جائزة نوبل العالمية في أي فرع من فروعها، منذ عام 1901م وجائزة نوبل هدف وحلم لكل إنسان في كل مجال من مجالات الجائزة، ولم يقلل من شأنها أن الرجل الذي أسسها هو الرجل نفسه الذي اخترع الديناميت وكان أيضا هو الأحق بجائزة نوبل للمتسبب في فناء البشرية والقاتل صاحب الرقم الأعلى للبشر من خلال اختراعه الذي دافع عنه هو ومن يتبع له بأنه لم يخترع هذا الاختراع القاتل إلا من أجل بناء المناجم والجسور والمساعدة في سرعة إنجازهما من خلال تفجير الكثبان الرملية العصية على الحلول البشرية وتطويها لمهندسي بناء المشروع ولكن سرعان ما تم تحوير الاختراع لهدف غير إنساني وبدلاً من تفجير الكثبان الرملية تحول استخدام الديناميت لتفجير الكثبان البشرية لقتل أكبر عدد من الناس بكتلة ديناميت بسيطة في مشهد وحشي لا يمكن حدوثه أو مشاهدته قبل أن يقوم نوبل باختراعه الوحشي والمدمر هذا، ولست هنا في هذه المقالة بصدد تسجيل استغرابي وذهولي من قبول علماء سمعتهم وصيتهم أكبر وأهم من جائزة نوبل نفسها للذهاب إلى منصة احتفال توزيع جوائز نوبل لتسلم الجائزة في اعتراف غير مباشر ودعم لشهرة مخترع الديناميت الذي كان من المفترض الوقوف ضد شهرته وعدم دعم وهج اسمه تحت أي ظرف من الظروف من وجهة نظر المتحفظين على شرعية جائزة نوبل ومدى عدم إنسانيتها التي تصب في صالح شرعنة ودعم اختراعات أدوات القتل البشرية، لن أناقش احتمالات مدى دهاء نوبل في التسويق لاسمه وتخليده بطريقة تعد غير مسبوقة من وجهة نظر إعلامية تتجاوز حكاية التكفير والتوبة عن اختراع مشين وقذر مثل الديناميت القاتل الأول للبشرية، الذي أذهلني هو الأثر السلبي الذي يطال أغلب الفائزين بهذه الجائزة وبالذات العلماء والمثقفون الذين بعد فوزهم بجائزة نوبل في مجالهم تبدأ رحلة النضوب لديهم بشكل غريب حتى تكاد تتلاشى، وهذا ليس لديهم جميعهم بل في الغالب يصاب أكثرهم بهذا الفتور، فهل هذا بسبب شعورهم ببلوغ القمة والمجد وافتقدوا بعد ذلك للدافعية والحافزية ببذل المزيد أم أنها لعنة ونحس ظلال الموت الذي تسبب به اختراع وحشي مثل اديناميت؟!