محمد بن علي الشهري
افتقدت الساحة الكروية المحلبة منذ عقدين تقريباً على صعيد الممتاز، أحد معاقل الإبداع الكروي والتنافسي الأصيل بالمنطقة الوسطى، هو صاحب الصولات والجولات: فريق نادي الرياض، المعروف بـ(مدرسة الوسطى) الذي اكتسب هذه الصفة الفخمة نظير ما كان يقدمه للساحة من فنون ومستويات جميلة جداً، فضلاً عما قدمه للساحة من نماذج عناصرية فذّة وداعمة للمنتخب زمناً طويلاً..
ذلك الفريق المحترم الذي أنهكته تنازعات وخلافات واختلافات محبيه، مما عصف به، وأودى به إلى مكانة لا تليق بتاريخه وحضوره، وهي المراوحة بين الدرجتين الأولى والثانية؟!.
إلى أن قيض الله للساحة مسؤولاً بقامة معالي المستشار تركي آل الشيخ، لينتشله من غياهب النسيان، ويعيده إلى الذاكرة من خلال ما تم اتخاذه مؤخراً من إجراءات خاصة بهذا الكيان الرياضي العريق، التي من شأنها أن تعيد لنا (مدرسة الوسطى) التي عرفناها.
ماذا بعد تغيير الهوية؟
تعدّدت التحركات التصحيحية والإصلاحية المباركة التي يضطلع بها معالي رئيس الهيئة العامة للرياضة في كل الاتجاهات وعلى كافة الأصعدة والمستويات (ما شاء الله) والتي بدأت تؤتي ثمارها.
لعل من آخر وأحدث تلك التحركات والتدابير، هي الاتفاقية المبرمة بين الهيئة ووزارة الإعلام، التي قضت بأن تتولّى هيئة الرياضة مهمة الإشراف على القنوات الرياضية السعودية الرسمية، المهمة التي بدأتها بتغيير الهوية كإجراء مهني للفصل بين حقبتين.. ولكنه يبقى السؤال: ماذا بعد تغيير الهوية؟
ذلك أن المشاهد المتابع قد لا يعنيه تغيير الهوية، بقدر ما يعنيه ما بعد تغيير الهوية، وهل تنجح الهيئة في إخراج هذه القنوات من رتابتها، ومن سطوة الوصاية، ومن هيمنة نفوذ الميول الواحد الذي ظل يحكم ويتحكم بكل شاردة وواردة فيها، وتطويعها لخدمة اللون الواحد للميول الواحد منذ نشأتها.. إلى درجة أنني كمتابع ومشاهد، ومن باب (اذكروا محاسن ...) قد حاولت اليوم التماس ما يستحق الذكر فلم أجد.
ولأن فاقد الشيء لا يعطيه، وعملاً بالحكمة التي تقول: (لن يستقيم الظل والعود أعوج) فإن على من يعنيه الأمر، العمل بداية على تصريف العناصر التي أدمنت الرتابة والتقوقع في خانة خدمة الميول إلى المواقع التي تتناسب مع قدراتها، والاستعانة بغيرها من الكفاءات القادرة على النهوض بهذا المرفق الحيوي، وتقديم ما يواكب النقلة الهائلة التي تعيشها البلاد على كافة الأصعدة.. فهل يحدث ذلك، أم أننا سنردد (كأنك يابو زيد ما غزيت)؟