يوسف المحيميد
لا شك أن المحافظة على الطاقة أمر مهم للغاية، قد لا تقل أهميتها عن ضرورة المحافظة على الماء، ولا شك أن استهلاك أكثر من 12 مليون مركبة تطوف في شوارعنا نحو 910 آلاف برميل من استهلاكنا المحلي، أمر يلفت الانتباه ويثير الدهشة، وهذا الرقم الكبير الذي يقارب المليون برميل، يمثل نحو 22 بالمئة من إجمالي الطاقة الأولية المستهلكة في المملكة، وهو يقارب إجمالي ما تنتجه المملكة المتحدة!
هذا الهدر الكبير في الطاقة على النقل البري يحتاج إلى الكثير من الإجراءات الصارمة، بالإضافة إلى الدور الكبير الذي يقوم به البرنامج السعودي لكفاءة الطاقة، أحد أهم مخرجات المركز السعودي لكفاءة الطاقة، الذي حدد السبب الرئيس لارتفاع استهلاك الطاقة في قطاع النقل، وهو معدل اقتصاد الوقود الذي يبلغ نحو 13 كلم لكل لتر وقود، مقارنة بنحو 20 كلم لكل لتر وقود في أوروبا.
من هنا وضع المركز مع هيئة المواصفات والمقاييس أهم المواصفات العالمية للسيارات الأكثر كفاءة في استهلاك الوقود، لكن ذلك ينطبق على السيارات الجديدة، بمعنى أن السيارات التي تملأ شوارعنا هي بمواصفات أقل كفاءة من المواصفات العالمية، فضلا عن السيارات القديمة جدًا.
لكي يكتمل الجهد الكبير الذي بذله، وما زال يبذله، المركز السعودي لكفاءة الطاقة، لابد من عوامل مساعدة لتخفيف هذا العبء الكبير من الاستهلاك، كالتخلص من السيارات القديمة ذات الاستهلاك العالي، خاصة أن أكثر من 2.2 مليون مركبة تجاوز عمرها الزمني عشرين عامًا. كما أن تعميم فكرة النقل العام على جميع مدن المملكة، وليس في المدن الكبرى الثلاث فقط، سيسهم في استخدام المركبات الخاصة، وربما دخول السيارات الكهربائية بشكل تدريجي للسوق، وغيرها من العوامل التي تخفف الضغط الكبير على استهلاك الوقود للمركبات.
أعتقد أن تجارب الدول الأوروبية في الحفاظ على الطاقة، وتحقيق أعلى المواصفات في السيارات والأجهزة الكهربائية، وتحقيق أعلى معدل ترشيد لاستهلاك الطاقة، تجارب تستحق الالتفات، لأن ذلك يعني توفير الطاقة للأجيال القادمة.