فهد بن جليد
أقترح أن يدرس المرور مشكوراً تخفيض السرعة (مؤقتاً) في جميع الشوارع الرئيسية بالمدن الكبيرة إلى 50 كلم في الساعة كأقصى سرعة مسموحة, وفي الطرق الدائرية إلى 80 كلم في الساعة كسرعة مُقترحة -لمدة أربعة أسابيع على الأقل مع بدء قيادة النساء الفعلي للسيارة- مثل هذا الاقتراح أعتقد أنَّه سيُساعد كثيراً في منح (المأمونية والسكينة المطلوبة) للمشهد العام في الشارع في هذا الوقت، وسيحد من تهور بعض السائقين لفتح المجال لاستيعاب حضور المرأة التدريجي في الشارع بأقل خطورة ممكنة.
لعل نجاح تجربة تخفيض سرعة السيارات على جسر الخليج بالرياض التي نعيشها الآن بسبب وجود أعمال صيانة - رغم أنَّه شريان حيوي ورئيس يربط شرق العاصمة بغربها- وتقبل السائقين للأمر وتفاعلهم معه بشكل واضح، يشجع على استنساخ التجربة وتطبيقها بشكل أوسع ولمدة أقل بكثير، وحتى يساهم المجتمع بمختلف شرائحه وخصوصاً السائقين في منح النساء فرصة لبدء وتدشين قيادتهن, كنوع من الترحيب بهن حتى تعود الشوارع تدريجياً لسرعاتها السابقة, وتتم القيادة من الجميع بشكل طبيعي وفق أنظمة المرور المُتبعة والمُطبقة والسرعات المُحدَّدة.
برأيي أنَّ أهم التحديات العملية عند بدء تطبيق قرار السماح بقيادة المرأة الفعلي للسيارة في شوارعنا هي مسألة (المواءمة) بين سلوك مُختلف السائقين في الشارع من الجنسين، وأعني هنا إعطاء فرصة كافية وكاملة للمرأة بقيادة سياراتها بشكل تدريجي آمن وعادل, بعيداً عن سلوك بعض السائقين (المتوقع) في استعراض مهاراتهم الفنية في القيادة بشكل احترافي -كحق طبيعي لهم- لمُمَّارسة القيادة بشكل مُختلف وأسرع عن المرأة المُبتدئة عملياً وفعلياً، حتى وإن حصلت على رخصة قيادة مرورية وخضعت لتعليم وتدريب كاف على قيادة السيارة قبل منحها هذه الرخصة, إلا أنَّ المُمارسة الواقعية في الشارع لقيادة السيارة الخاصة بمُشاركة سائقين آخرين في مُختلف الأحياء والشوارع تبقى شيئاً آخر مُختلفاً عن التدريب, له وقعه وتحدياته وهو مُشاهد كمثال لبعض السائقين الجُدد عند تعليق لوحة (سائق جديد أو تحت التجربة) وما يتعرض له من منافسة واستعراض في الشارع حتى من بعض السائقين الآخرين من بني جلدته وأبناء مهنته, لإظهار احترافيتهم ومهاراتهم في قيادة السيارة أفضل منه بأقصى سرعة مسموحة, وبشكل يدعونا لتوقع مثل هذا السلوك مُستقبلاً, وأهمية مواجهته بالبحث عن الحلول واقتراحها.
وعلى دروب الخير نلتقي،،،