د.ثريا العريض
أكتب الآن واليوم الخميس أول مارس 2018؛ لينشر يوم الأحد 4 مارس, أي قبل تنفيذ برنامج المناسبة التي دعا إليها مركز الملك فهد الثقافي في الرياض لتقام مساء الجمعة 2 مارس. وأشكرهم مسبقًا ولاحقًا على الاهتمام بإبقاء جذوة الإبداع النسائي متوهجة ومعطاءة ومضيئة.
للمركز برنامج ثقافي نشيط، يواكب مستجدات الساحة الثقافية بحيوية ملحوظة. وضمن برنامجه لعام 2018 وصلتني الدعوة الكريمة للمشاركة في الاحتفال بيوم المرأة السعودية الثاني يوم الجمعة 2 مارس على شرف صاحبة السمو الملكي الأميرة نورة بنت محمد آل سعود قرينة أمير الرياض، وبحضور سيدات المجتمع الثقافي ونجماته المكرمات.
سعدت بقبول الدعوة الكريمة, خاصة أني سأكون فيها ضمن مجموعة متألقة من المحتفى بهن وبعطائهن المميز في مجالات متعددة من منجزات الساحة السعودية، وعلى مدى حقب ممتدة جادت بالكثير, وأهنئهن جميعًا.
وعلى رأس المنجزات سمو الأميرة نورة «البهية». تعود معرفتي بها شخصيًّا لبداية التسعينيات, وكانت وقتها في أبها مع زوجها صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر نائب أمير منطقة عسير. وكانت شعلة من النشاط الفردي, وعينًا ترعى كل نشاط نسائي ثقافي أو تطوعي أو توعوي في دورها متعدد الاهتمامات بوصفها رئيسة لجمعية الجنوب النسائية. وهو دور ظل مميزًا لها في تنقلها من عسير إلى القصيم إلى الرياض.
نورة «البهية» لقب استعرناه من سيدات أبها اللاتي أطلقنه على الأميرة الشابة المليئة بالحماس والحنان ومشاعر الصدق والأخوة، ورغبة احتضان أي موهبة بالرعاية؛ لتتبرعم إبهارًا وعطاء في حديقة الوطن. تعرفنا عليهن وعليها في «موسم الإبداع» الذي جمعت فيه سموها كوكبة من قرابة 40 مبدعة سعودية؛ تميزن في فنون التعبير والتأثير. هكذا جاءت زيارة مجموعة منتقاة من المبدعات السعوديات إلى أبها بدعوة منها للاحتفال بإبداع المرأة السعودية في كل المجالات, وهي بذلك من أولى القيادات التي اهتمت بتشجيع مواهب المرأة واستقطاب المتخصصات للمساهمة في التدريب والتوعية والبناء المجتمعي التنموي. ولكن مشاركتي في ذلك الموسم الثقافي كانت بوجهي الذي أعرفه من الطفولة المبكرة «الشاعرة».
وأذكر أنني تلقيت الدعوة وقتها عن طريق الدكتورة خيرية السقاف, رائدتنا في ميدان الصحافة. وهي مَن أقنعني بالقبول, وأنا الشاعرة الخجولة المتحسسة من صخب المنابر ومباريات فنون الإلقاء. وأتطلع إلى لقائها ولقاء بعض من كُنّ معنا في موسم أبها من رائدات الإبداع بكل شوق.
كنت قبلها أبادر للمشاركة في دورات التدريب على التخطيط تطوعيًّا، وفي شتى مناطق الوطن، وشاركت بلا تردد في مؤتمرات عالمية مهمة وحاشدة بالمختصين في كل جوانب اهتماماتي. ولكن الحضور أمام جمهور حي كشاعرة كنت أتهيب منه؛ لأني أؤمن بأن الشعر الصادق تجربة تعري النفس من أي أستار, ولا أحسن التمثيل على مسرح وقلبي يومها مترع بتفاعلي مع معاناة المرأة المبدعة, وجراح التشدد المجتمعي السائد.
خُصصت لي في ذلك الموسم أمسية شعرية، تذوقت فيها معنى أن يعي الجمهور أن الواقفة تغرد بعفوية ضاحكة وباكية ومتفائلة، تعبّر بكلماتها ولوحاتها الفنية عن مشاعرهم، أو بالأحرى مشاعرهن الحميمة؛ فكان التجاوب منهن يفيض بصدق المشاعر والتشجيع والحب. وما زالت أصداء التصفيق والود ترن في ذاكرتي حتى اليوم.
لكم محبتي الدائمة يا جمهور التفاعل مع الصدق.
شكرًا للوطن الذي احتضن كل مقترحاتي بحب, وتوجني بتطبيقها على أرض الواقع. وشكرًا للأميرة نورة «البهية» بهية الابتسامة والقول والفعل. وشكرًا لمركز الرياض الثقافي المنجز. ولكل الجمعيات النسائية التي قادت المبادرات لتمكين المرأة وعطاءاتها.
ودعائي بنشاط ناجح وتميز مستدام.