استضافت اثنينية الذيب الأسبوع الماضي الدكتور أحمد العمار الطبيب الباطني الشاب الشهير على مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال تقديمه الكثير من النصائح الطبية الوقائية للجمهور من أجل الارتقاء بالوعي الصحي لدى أفراد المجتمع بهدف إعلاء قيمة الوقاية مقابل العلاج بعد الإصابة بالمرض.
في بداية حديثه شرح الدكتور أحمد أن كثيراً من المجتمعات تنظر إلى الهرم الصحي بشكل مقلوب، حيث تسعى لتحسين مستوى الخدمات العلاجية والدوائية في المقام الأول، ويأتي ذلك على حساب رفع مدى الوعي بطرق الوقاية من الأمراض قبل الإصابة بها. حيث لوحظ أن مستوى الوعي بالوقاية بالكثير من الأمراض المنتشرة في مجتمعاتنا يصل إلى مستويات متدنية في حين أن الأمر يجب أن يكون على العكس تماماً بأن يكون الإنفاق على التوعية والوقاية أكثر من العلاج.
واستطرد الدكتور احمد العمار بقوله إن توجه معالي وزير الصحة توفيق الربيعة حالياً يعمل بهذا الاتجاه حيث يعمل على قلب الهرم الصحي من خلال تركيز الإنفاق على تطوير المراكز الصحية الأولية ومن ثم المستشفيات والمراكز المتخصصة».
وانتقل العمار إلى عنوان المحاضرة، حيث أوضح ان المعنى مستوى صحة الفرد قد ارتفع في الآونة الأخيرة نتيجة ارتفاع مستوى الوعي الفردي، وبالتالي فإن معدلات الوفيات قد انخفض بمعنى أن الأفراد أصبحوا يعيشون مدة أطول. والسؤال الآن: كيف نحافظ على نمط حياة صحية؟ يقول الدكتور: «الإجابة تكمن في كلمتين: الطعام الصحي والوزن المثالي. حيث إن المشكلة لدينا تكمن في تجاهل هاتين الكلمتين، وهما سبب الكثير من الأمراض المزمنة التي نصاب بها».
وأكد الدكتور العمار أن نسبة الإصابة بمرض السكري على سبيل المثال بالمملكة هي 25% وهي نسبة مرتفعة نتيجة الممارسات الغذائية الخاطئة لدى أفراد المجتمع».
من ناحية أخرى أشار الدكتور إلى أن الكثير من المعتقدات الخاطئة حتى في طريقة تنظيم النمط الغذائي لدى الأفراد حيث ينصح الكثير بالبعد عن الدهون على سبيل المثال في المأكولات. الأمر الذي بالرغم من صحته إلى حد ما إلا إن هناك عدم اهتمام في المقابل بأكل الخضراوات والفواكه التي تعتبر العامل الأساسي في الهرم الغذائي لما فيها من الفيتامينات والمعادن التي يمكنها تزويد الجسم بالمواد التي يحتاجها. إضافة إلى تنظيم عملية الهضم وتسهيلها».
وفي ختام المحاضرة قدم الدكتور للحضور عددا من النصائح القيمة للعناية بالصحة مثل الامتناع عن المشروبات الغازية منوهاً أن السعودية من أكبر الدول المستهلكة لهذه النوعية من المنتجات غير الصحية. وندرك خطورة هذه المشروبات إذا ما أدركنا أن كمية السكر الموجودة في علبة واحدة تكفي لحاجة الجسم للسكر طوال اليوم. فما بالنا بكمية السكر التي تدخل أجسامنا كل يوم مع تكرار الشرب إضافة إلى المأكولات الأخرى التي تحمل سكريات أو تتحول إلى سكرياغت داخل الجسم.
كما طالب الحضور بضرورة الحفاظ على النشاط البدني حيث أكد أنه يكفي الجسم 150 دقيقة في الأسبوع من المشي. تلك المدة الزمنية التي يجب أن يقسمها الشخص على مدار الأسبوع ليمشي بخطوات سريعة رياضية. كما حذر ان أساليب المشي التي نقوم بها في المجمعات التجارية وأماكن التسوق لا تعتبر مشياً رياضياً بل إنه يؤثر بالسلب على صحة الجسم ويزيد الإحساس بالتعب والإرهاق.
في نهاية الأمسية قدم الأستاذ حمود الذييب درعاً تذكارية للدكتور العمار حيث أثنى على محاضرته القيمة وكمية النصائح الطبية التي استفاد بها الحضور.