د.عبدالعزيز العمر
قد تندهش عزيزي القارئ إذا علمت أن الرئيس الكوبي فيدل كاسترو حاصل على درجة الدكتوراه في القانون، وأن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل حاصلة على درجة الدكتوراه في الفيزياء، وأن باراك أباما حاصل على درجة الدكتوراه في القانون من جامعة هارفارد، وغيرهم كثير، ومع ذلك لم يقدم هؤلاء أنفسهم يوما أو يقدمهم الآخرون على أنهم (دكاترة). في المقابل كنت أتصور أن مفردة (دكتور) هي جزء أصيل من اسم أحد أمناء جامعة الدول العربية، فلا يمكن أن يذكر الإعلام اسم هذا الأمين العام دون أن يسبق اسمه لقب ( دكتور). في هذا الشأن أشار (بعض) وزرائنا الكرام إلى أنهم يفضلون مناداتهم بـ(أبو فلان ) بدلا من (دكتور). بل أن الواقع يقول إن حصول المسؤول الرفيع على درجة الدكتوراه قد يكون أمراً سلبيا، فعندما يصل المسؤول إلى هذه الدرجة العلمية قد يبدأ في التقليل من قيمة أفكار الآخرين مقارنة بأفكاره النخبوية وفقا لتصوره. أحد أهم علل مجتمعنا اليوم هو جري البعض خلف هذا اللقب لمجرد الوجاهة الاجتماعية، أذكر أنني كنت أبحث عن فاتورتي في ملف الفواتير لدى أحد معارض البلاط ولاحظت أن البعض سجل فاتورته باسم (الدكتور فلان).
عندما كنت أعمل في وزارة التعليم العالي لاحظت أن البعض يتقدم للوزارة بطلب معادلة الدكتوراه حصل عليها من (دكاكين) جامعية، علما بأن الشهادة لا تضيف له شيئا على المستوى الوظيفي أو المادي، لقد أصبحت الدكتوراه للأسف عند البعض مجرد اكسسوار اجتماعي مثله مثل البشت والسيارة، لكن يجب مواجهة هؤلاء بالقول: لست بالخب ولا الخب يخدعني.