ناصر الصِرامي
في أكبر محفل لتقنيات الهاتف المتحركة ومستقبل الاتصالات العالمي في برشلونة، الذي اختتم الخميس الماضي، بقيت قصة إنترنت الأشياء والاتصالات المتنقلة حية إلى أبعد مدي، حيث شبكة الفايف جي، 5G, التي تدفع الشركات الدولية الكبرى (شركات الاتصالات) إلى الاستثمار فيها.. ظهر بوضوح أن العالم، الاستثمارات والشركات، كما الحكومات.. متجهة إلى حقل التقنية ومتحفزة.. كل الأفكار الخيالية تقترب من الواقع.. كل هذا العالم الافتراضي يبدو أكثر رغبة وقابلية للاقتراب من عالمنا الواقعي.. لحظة سيندمج معها الذكاء الصناعي وإنترنت الأشياء كقوة دافعة لمزج ما هو افتراضي بالنسبة لنا اليوم لما نعتقد أنه واقعي..!
* ملتقى برشلونة فرصة للاطلاع والمعرفة وفهم الاتجاهات المستقبلية لعالم متداخل بين تقنيات الاتصالات والمعلومات وبرمجيات تتنافس في سباق تتابع مذهل.. وهي تتدخل في تفاصيل حياتنا اليومية.. وتتعمق فيها بشكل أكبر باستمرار..!
* في اليوم الأول من معرض برشلونة الدولي كنت مع زملاء بضيافة شركة الاتصالات السعودية في جناحها المتزين بكفاءة سعودية عالية في عمق القرار والإنتاج والتخطيط، التي تستحق كل تقدير ومنصب، مثل ما حدث سريعًا وأن كُلف المهندس ناصر الناصر نائب الرئيس للعمليات برئاسة الشركة، وهو القادم من عمق كل عمليات هذا القطاع.
* في مثل ذلك اليوم من العام الماضي كنت في يوم افتتاح المعرض، وأحزننا غياب رئيس مجموعة شركة الاتصالات السعودية - حينها - الدكتور خالد البياري، الذي فقد الراحلة إلى الرحمة (أمه).
* هذا العام كان الدكتور خالد رئيس الشركة إلى قبل أسبوع تقريبًا يتنقل بين جدول اجتماعات ولقاءات ضمن فعاليات المعرض، وجناح الشركة حيث التقيناه وتحدث لنا ومعنا. غادرنا المعرض على أمل اللقاء على العشاء.. لكن القدر يهدي الدكتور خبرًا مفرحًا، يخفف الفقد الماضي؛ فقد صدر قرار تعيينه مساعدًا لوزير الدفاع للشؤون التنفيذية، ضمن حزمة الأوامر الملكية التي اعتمدت استراتيجية تطوير وزارة الدفاع ضمن رؤية المملكة 2030. رجل الاتصالات سيذهب للدفاع والعسكر..!
لكن المنصب هو الأول من نوعه في جهاز أو وزارة عسكرية أو أمنية، ومنصب « تنفيذي».
والمنصب التنفيذي بوزارة الدفاع يتولاه مدني، ومهندس وخبير إدارة معلومات واتصالات وتخطيط. هذا يضعنا أمام تحوُّل مختلف في إدارة جهاز/ أجهزة الدولة، بما فيها وزارة الدفاع..!
هذا تحليلي لمشهد مختلف، يصرح بحجم الانقلاب والتغيير الإداري الذي يحدث، والذي كنا - ولا نزال - نطمح إليه. تحول كامل في برنامج إدارة الدولة، وتحديث أجهزتها، وترشيدها أيضًا، كما استثمار مواردها دون استثناء..
وهذا عمق رؤية المملكة 2030، وقائدها، ومحرك جهازها التنفيذي الضخم سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، الذي لم ولا يتردد عن تصحيح مسارها وتحديثها للوصول إلى الهدف بالسرعة الممكنة.. ووضع السعودية الجديدة والحديثة في المكانة المستحقة في المجتمع العالمي..!