«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
بداية أحب أن أبدأ «إطلالتي» لهذا اليوم بالآية الكريمة التي تقول: {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ} (20 سورة العنكبوت) وهكذا نجد أن الله سبحانه وتعالى أمر بها، أمر بالسياحة وأوصى بالدعوة إليها سواء كان ذلك من خلال الفرد وبالطبع إذا أتاحت له ظروفه ذلك، ومن هنا نجد أن السياحة باتت علما يدرس في أرقى الجامعات والكليات والمعاهد المتخصصة بهذا المجال في العالم هذا والنشاط الاقتصادي الذي بات مهما في مختلف دول العالم التي تعي ذلك وأكثر من ذلك، وتوجه وطننا الغالي وفي هذا العهد الزاهر عهد الملك سلمان وولي عهده الأمين محمد بن سلمان لتعزيز هذا النشاط الهام والنهر المتدفق بالخير على الوطن والمواطنين يجعلنا نشعر بتفاؤل كبير في أن صناعة السياحة في بلادنا السياحة الدينية والاستطلاعية والترفيهية وسياحة الآثار وحتى العلاجية تعتبر، نهرا جديدا في مجال توفير إيرادات ودخل جديد يضاف للاقتصاد الوطني، والجميل أن تحظى صناعة السياحة باهتمام القيادة اهتماما كبيرا ومدروسا فالمشاريع الجديدة في هذا العهد، والتي توزعت في مناطق ومواقع هامة في بلادنا لها مكانتها التاريخية والآثارية وحتى الجمالية، كالقديه ونيوم البحر الأحمر، إضافة إلى تعزيز مجالات السياحة في مناطق عديدة في الوطن، ولاشك أن السياحة عرفت ومنذ العصر الحديث بأنها صناعة الحضارة وباتت بالتالي كعلم وصناعة قد قطعت أشواطا عديدة وبعيدة نحو التقدم في المجال العالمي كما هو معاش ومشاهد في الكثير من دول العالم، ولاشك أن القارىء العزيز والذي أتيحت له فرصة السفر والتجوال في دول الشرق والغرب والشمال والجنوب يلاحظ أن بعض الدول ليست دولا نفطية وصناعاتها محدودة ومع هذا تجدها بعضها بات منافسا عالميا في مجال السياحة وصناعتها وتعدد استثماراتها. كماليزيا سنغافورة. ودبي، والذي أتيح له الاطلاع على ما تقوم به الدول التي وعت مبكرا أهمية «صناعة السياحة» وما تدره من موارد على قطاعيها العام والخاص في كل دولة لعرفت جيدا أن وراء ذلك إفساح المجال جيدا أمام القطاع الخاص لإقامة المشاريع السياحية حتى ولوكانت بسيطة أو محدودة تتمثل في «نزل ريفي» أو متحف خاص» أو حتى «مقهى شعبي» فكيف الحال عندما تتوفر مشاريع سياحية عملاقة، وكنا ونحن طلاب في المرحلة الإعدادية سعدنا عندما قامت المدرسة بتنظيم رحلة استطلاعية «لمعرض الزيت بأرامكو بالظهران» وكيف كانت سادتنا أيامها عظيمة ومفيدة فلقد شاهدنا جوانب كانت عنا خافية وتعلمنا من جولتنا داخل أقسام المعرض مالم نتعلمه في كتب ومقررات العلوم، ومازلت أذكر قبل عامين عندما كنت في الفندق الذي أقيم فيه بالقاهرة إذا بأحد السياح العرب يسأل موظفة الاستقبال عن «مقهى الفيشاوي» أين يقع في العاصمة وأقرب الطرق للوصول إليه، وكنت سبقته بسؤالي عن «سور الأزبكية» وهذا يعني أن البعض من السياح قد يهتم خلال زيارته لدولة ما أن يزور أماكن رسخت في ذاكرته من خلال القراءة أو لما حققه هذا المكان من شهرة.
بالطبع هذه الأماكن تأتي زيارتها بعد زيارة المعالم السياحية الشهيرة المختلفة، والسياحة اليوم في دول العالم عبارة عن وحدة شعوب وتفاعلا حضاريا، ومن هنا نجد أن السياحة تلعب دورا كبيرا في عملية التعريف بين أبناء الوطن الواحد للاطلاع على معالم التقدم والتطور في كل دولة عربية أو خليجية أو حتى عالمية، والمؤسف أن دول عديدة في الماضي حجبت الكثير من المعلومات الحقيقية عن هذه الدولة أو تلك.
لكن العصر وتقنياته وسهولة الاتصالات والمواصلات قربت البعيد وسهلت من منح التأشيرات بل وساعدت على استقطاب شعوب دول العالم لزيارتها من خلال تقديم التسهيلات وتخفيف الإجراءات. وتطوير الخدمات المقدمة للسواح عبر توفير الفنادق المؤهلة والنزل المناسبة والموتيلات الممتازة، وقبل هذا وبعد هذا الأسعار المناسبة ومراقبة مايقدم فيها من خدمات، وخلال تواجدي في أحد الفنادق في مكة المكرمة مؤخرا التقيت بأحد أبناء الشقيقة «عمان» والذي قطع مسافة بعيدة ليصل بسيارته مع صاحبه إلى الديار المقدسة، وعندما سألته عن رحلته، وكيف وجدها أجابني كانت متعبة لطول المسافة ولكنني كنت أتناوب القيادة مع زميلي، لكن الشيء المؤسف أن بعض محطات الوقود بحاجة إلى مراقبة النظافة والعناية بها عناية جيدة خصوصا في دورات المياه، وياليت أن يطلب من كل صاحب محطة أن يوظف أكثر من عامل وعلى مدار الساعة ولو بمقابل مادي بسيط، لأن وضع هذه الدورات، لا يليق..؟!