عبد العزيز الصقعبي
سؤال يتردد دائماً بالذات من الأجيال الجديدة في المملكة « ما هي الكتب التي من الأفضل قراءتها» أو بصيغة أخرى « أرشدنا إلى الكتب التي يجب أن نقرأها لنكون كتّاب قصة.. شعراء.. كتاب رأي» هل هنالك إجابة على أسئلة مثل هذه، ربما يكون الجواب نعم، فلكل واحد رأي بالكتب التي يستحسن أن يقرأها كل من لديه الرغبة بالقراءة ولكن لا يعرف ماذا يقرأ.
أنا يهمني زرع حب القراءة من مرحلة الطفولة، وتنميتها في المراحل المدرسية المختلفة، عندها سيحدد عندما يكبر الكتب التي يرغب قراءتها دون توصية أو توجيه.
ولكن وهنا أتحدث عن النشر في المملكة العربية السعودية وربما الوطن العربي، مئات بل آلاف الكتب التي تصدر سنوياً في مختلف المواضيع، أغلبها لا يصل ليد القارئ المهتم بموضوع معين إلا بعد زمن طويل وربما لا يصل.
مثل ذلك أعمال إبداعية جيدة ومتميزة تصدر دون أن تصل إلى أيدي القراء، وللأسف ما يصل أو ينتشر هو الغث أو الرديء من خلال تسويق يقف خلفه دعم من مواقع التواصل وهذا جيد، من جانب آخر قدرة الكاتب على كسب متابعين في تلك المواقع مثل تويتر والإنستقرام والفيس بوك وغيرها، وهذا يتعلق بعلاقة الكاتب بالقارئ مباشرة، ولكن هنالك فئة من القراء يتبع ما يمليه عليه بعض من يقوم بالتوصية لقراءة كتب معينة، لذلك يكون التوجه للقراءة عبر الإملاءات وليس عن قناعة بالأساس وهو محتوى الكتاب.
ينقص الوطن العربي ونحن بالذات في المملكة العربية السعودية مجلات عرض الكتب أو بما يعرف ب « البوك رفيو»، والذي يتم استعراض آخر الإصدارات في الحقول المختلفة و تقييمها، و معرفة أكثر الكتب توزيعاً، بالطبع بصورة حقيقية وليست مثل ممارسات بعض دور النشر بذكر عدد وهمي من الطبعات لكتب غير معروفة.
صناعة الكتاب في الوطن العربي لم تصل لمرحلة دول العالم المتقدمة، التي لا يواجه فيها القراء مشكلة الحصول على الكتاب أو معرفة الكتب المناسب لهم، لأن هنالك قنوات يتبعونها فتدلهم على أحدث إصدار وأهم كتاب في مجالهم، والرواية التي تستحق أن تقرأ، وهنالك مجلات تستعرض كل إصدار جديد، وهنالك أيضاً صفحات مخصصة لعروض الكتب ومراجعتها في أغلب الصحف اليومية، ونعرف أنه يوجد مكتبات كبرى مخصصة للكتب فقط تقدم حفلات توقيع للكتاب ويلتقي القارئ مع الكاتب ليناقشه وليتعرف على إصداره الجديد. الأمر الأهم بعيداً عن النشر ووضعه التعيس في الداخل بالذات، أرى أنه على القراء ألا ينساقوا وراء التوصيات، بالذات من لديه اهتمام بمجال معين كالسرد أو الشعر، فليس كل محب للشعر يحب مثلا قصيدة النثر، و ليس من المنطقي ألا يكون في العالم من الروائيين من يستحق قراءة روايات إلا عدد لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، وهذا ما ألاحظه عندما يعرض البعض حصيلة مشترياتهم من معرض الكتاب من دور النشر في أحد قنوات التواصل فنجد أنها إلى حد كبير متشابهة، أسماء محددة جاءت بناء على توصيات، على الرغم من وجود أعمال جيدة خرجت عن دائرة التوصيات، أنا يهمني أن يكون القارئ حراً في اختياراته للكتب ، دون إملاءات، وما يعجب قارئ معين بكل تأكيد قد لا يعجب قارئ آخر.