يبدون في صحة جيدة وفِي كيان متناسق وبهدوء أعظم من ذلك الذي يقال عنه يسبق العاصفة يبدون ضاحكين لكن أعينهم لاتقف وأيديهم أن نظرت ثم نظرت وجدتها ترتجف
هؤلاء هم الذين تسكنهم الزلازل وتعبث بهم الحرائق هؤلاء هم الذين قلوبهم ترمدت كل كلماتهم تعود لمستقرها لحظة الخروج تبتلع ألف آه وآه في أوج الظهور ...!!
داخلهم يركض وهم واقفون مايتحدثونة هوامش أحاسيسهم تلك الهوامش لا تقول شيء مما يشعرون ...
أنا أعرفهم جيداً ... !
يبدون بخيــر وقد ثنيت مشاعرهم وترملت سعادتهم لا يستطيعون البوح خشية أن ينفروا البشر من حولهم فكما تعلمون البشر يحبونكم فقط عندما تضحكون
لايسمى ما يعيشونه وحدة فهم مليئين حد الازدحام
لكن الجزء الأهم من قيد الحياة فارغ تسكنة الأحلام
أحلام لاتتوقف تستمر في التكاثر دون جدوى لأولها ..
مثقلين .. خطواتهم تجرهم بكل ماصنعوا به من طين لا يستطيعون التجدد ويبدون خارجاً بأنهم متألقون ...
كل تلك الحروب التي يخوضونها في الداخل تبدو سلاماً على محياهم ... وهذا ليس ضعفاً ...
القوة أن أشعرك أني بخيـر وأنا قلبي سقيم ...
ان أضعك في دائرة الحوار الهادف دون أن تستطيع التقاط أدنى شك بأن عينيّ ...متعبة أن أضحك بصوت يسمع صداه في جوفك ....
وجوفي يئن ومداه أضلعي ...
الضجيج الذي صُنع في عقلي لم يأت بأرادتي ولن يرحل بها والأصوات التي أسمعها بوضوح عندما تصمت هي أقرب الأصوات وأحبها لسمعي ...
الفوز بالحياة ليس حلماً نحققه فحسب بل راحة بال نعيشها بعيداً عن التودد للرضا الدائم ...
الفوز أن يسأم المنبة من إيقاظك ... لا أن تغلقة قبل ذلك بكثير
دائماً نفكر ماذا سيكون غداً تاركين اليوم يمضي دون اغتنامه أحياناً .. تحنّ لأشياء قديمة لاتريدها أن تدوم لكن لامانع بعيشها لحظة كحديث صديق خذلك أو مكان قد جمعك أو عطر قد كان يوماً لعزيز ....
أنت لست ضعيفاً أنت كاف لمجابهة الدنيا دون مساعدة
فلا تعتقدون بأن من يظهر عكس مايشعر قد هُزم ...
القوة أن أخرج أمامك جاهداً بالغباء في أكثر المواقف لفتت انتباهي دون أن تشعر ...
القوة أن أعد لك أعذاراً واهية لا تسمى بأعذار حتى أحافظ عليك فيني .... وحتى لاأسمح لنفسي أن تنعتك بالغياب
القوة أنك تعلم عن ألف هم وهم يؤرقني ويقتل الضيّ في عيني
وأبدوا بكامل أناقتي قلباً وقالباً ... حتى لاتحزن ولا ترحل
دائماً كنت أسكب الكحل في عيني رغماً عن أنف الدمعة
وأغمر وجنتاي زهراً رغم أحمرار الغضب ... طالما رقصت على أوتار لاتُغنيني ?? ولا حتى تراقصني حتى أبدو مبتهجة
وكأن مايحدث داخلي أجراس كنيسة جميع من كانوا بها أسلموا وهي لازالت تدق منادية ...
يامنادية الذين يرحلون بأرادتهم سيعودون بنفس الإرادة
والذين يلتصقون بحبهم لن يفلتهم عنه كل معجزات الظروف
والحياة لم تقف على الموتى حتى يعطلها الأحياء ...
- شروق العبدان