الثقافية - محمد المرزوقي:
مما قاله محمد الفهد العيسى - رحمه الله - في إحدى قصائده من ديوان (عندما يزهر الحب) صدر بيت جاء فيه: «أذيب دمي حبرًا لكل قصائدي»، هكذا يظل الشعراء أحياء بين خمائل أشعارهم، وهكذا يظلون في حبر مداد ذواتهم في صفحات دواوينهم الخالدة بالكلمة التي لا تموت، والصورة التي لا تتلاشى كلما عدنا إلى قراءتها جيل بعد جيل، هي تلك الكلمات الشعرية الشاعرة، التي وصفها محمد مهدي الجواهري بقوله: «تكاد تحس النبض بين سطورها!»، ليظل الشاعر ورجل الإدارة والدولة محمد العيسى، أحد فرسان الكلمة الأدبية، ورواد المشهد الثقافي في المملكة، الذي سكب لنا فيما نظمه شعرًا، وما دونه نثرًا، من حياة في الإدارة فنًا أدبيًا، ومن وحي الدبلوماسية مخيالاً متفردًا، ومن فضاء الوطن قصائد مزهرة. ولذلك الحضور في القامة، وهذا التجدد في القيمة، لعلم من أعلام الثقافة والأدب والشعر في مشهدنا الوطني، فقد صدر حديثا كتاب بعنوان: «محمد الفهد العيسى: سفير الكلمة والدبلوماسية»، من تقديم الدكتور عبد الرحمن الشبيلي؛ ومن توثيق وإعداد: الدكتورة إيمان بنت محمد الفهد العيسى، التي قالت في مستهل تقديمها لهذا الإصدار: إلى كل المهتمين بالأدب والشعر السعودي، إلى من يسعدهم الاطلاع على مسيرة الشعراء السعوديين وقراءة السير الذاتية لهم، أقدم إليهم هذا العمل الذي أسلط فيه الضوء على مسيرة الوالد والأديب والشاعر والدبلوماسي، محمد الفهد العيسى، ويشمل بعضًا من المقابلات الصحفية معه، وما كتبه بعض الأدباء والشعراء السعوديين عنه، وذلك لأعطي رؤية واضحة عما كان عليه الأدب والشعراء في هذه المرحلة من التاريخ السعودي، ولكي نقدم للأجيال رائدًا من رواد الشعر والنهضة الأدبية والفكرية بالمملكة، وقد نقلت هذه المقابلات والكتابات بتجرد تام، وقمت فقط بالتوثيق لها، والتنويه - أحيانًا - عن بعض الأشياء للإيضاح.