هذا الكتاب محاولة جادة للمفكر جلال أمين لاستشراف ما يمكن أن يكون عليه العالم في عام 205م، وقد خصص الدكتور جلال أمين فصلين لتناول مستقبل الوطن العربي فالتفكير في المستقبل والتخطيط له هما من أساسيات نهضة الأمم إن أرادت أن يكون لها مكانة تحت الشمس.
كما تناول المؤلف مستقبل بعض المفاهيم والنظم وأنماط المعيشة التي تشغل بالنا وتؤثر في حياتنا في الوقت الحاضر.. وأشار المؤلف إلى حال علم الاقتصاد والفكر الاقتصادي بوجه عام عام 2050م.
وقال الدكتور جلال أمين: العالمية والإنسانية لا تحتاج إلى دليل أنها ستعود أو لعلها بدأت تعود بالفعل.. نحن نسمع أن العالم أصبح قرية واحدة.
التقدم التكنولوجي وتقدم العلاقات التجارية تجاوز الدولة القومية وانفتحت القوميات بعضها على بعض، وإذا بالاقتصاد تصبح حدوده هي حدود العام بأسره.
لا أجد تناقضا بين نمو النزعة الإنسانية ونمو العصبيات المحلية في نفس الوقت.
الأمم تنفتح بعضها على بعض أكثر فأكثر ولكن تتمسك كل أمة وكل مجتمع صغير بثقافتهما وتراثهما أكثر فأكثر.
هذا هو مستقبل الفكر الاقتصادي وأنا أجده داعيا للتفاؤل لا للتشاؤم.
من المفيد أن ننتقل من مناقشة مشكلة الندرة إلى مناقشة الوفرة.. ومن الجميل أن تعود الوحدة بين الاقتصاد والأخلاق.. ومن الجميل أيضا أن نحل النزعة الإنسانية محل النزعة القومية دون أن يقضي ذلك على التراث الخاص بكل أمة.