سيدات القلم في بلادي كثر ولكن متى ستشرع إحداهن نوافذها وتكتب سيرتها الذاتية وتمنحنا فرصة الحياة بها ومعها؟!
بين النصوص والروايات وحتى القصائد نلمح خيال امرأة متعبه تخبرنا كم تحملت وقاست تحكي بصيغة الجمع وهي المفردة على صفحات الألم تكتب للكل تواسي الجميع وتنسى نفسها!
صورة المرأة الأصيلة لن تفسدها دهشة الحب ودمعة الفراق وخلاجات القلب هي قبل كل شيء إنسان يحب يحزن ويفرح وفي النهاية يموت، لذلك الخوف من الحديث كالخوف من الغرق تعتقد المرأة أنها عندما تحكي كل شيء أن حياتها سوف تضربها أمواج الفضيحة وأن صورة المرأة المثالية الصابرة العابدة والمربية ستبهت ألوانها وتنسى أن الثوابت التي تعيشها لن تزعزعها حكاية ألم أو حب أو قسوة حولتها في لحظة إلى امرأة أخرى، وفي النهاية تحرمنا وتحرم نفسها خلود السيرة وإلهام غيرها وشد يدهم على الصبر. اليوم أصبحت السيرة الذاتية اليومية (السنابية) صفحات مرئية من أول لحظة الاستيقاظ وفتح الستائر والنوافذ إلى مرحلة تجهيز ملابس النوم وتعطيرها!
هل يعقل أن فضول الأكل والشرب والملبس يسابق رغبتنا في فهم ومعرفة وتخليد حياة أناس تستحق؟!
هل يعقل أن يموت الكبار لتبدأ رحلة البحث عن ماضيهم والتقاط قصاصات حياتهم من هنا وهناك كما الأحجيات وبالرغم من كل هذا تبقى قطعة مفقودة لا تحفظها إلا ذاكرة القلب!
السيرة الذاتية النسائية السعودية تستحق الدعم والتشجيع، أن تكتب المرأة أنها الجبل والنخلة والغيمة شيء يشبه رسم خريطة للوطن في قلب أنثى.
وما الحياة إلا امرأة!
- بدرية الشمري
badreehk@gmail.com