سلمان بن محمد العُمري
تسنى لي قبل مدة السفر لأكثر من مرة من الرياض إلى القصيم عبر القطار، وكانت الرحلة جميلة ومريحة لا في (كبائن) السفر وقاطراتها، ولا في المحطات، فحسب، بل كانت جميع المراحل والمرافق وما فيها من خدمات غاية في الانضباط والدقة والجودة مما حفّزني لأن يكون القطار مستقبلاً هو وسيلة السفر ليس لهذه المنطقة بل لسائر مناطق المملكة بما فيها مكة المكرمة، والمدينة المنورة إذا فتحت الخطوط الخاصة بها وتم تشغيلها لراحتها وسلامتها وارتفاع درجة الأمان فيها.
وفي آخر زيارة حاولت أن أعاود الكرّة السفر بالقطار ولم يتيسّر ذلك لأن مواعيده ذهاباً وإياباً لم تكن مناسبة مع المناسبة الاجتماعية التي أريد السفر من أجلها، مما جعلني أستجمع مجموعة من الأفكار والمقترحات التي جالت في خاطري منذ الرحلة الأولى، وأتمنى أن تبادر (الشركة السعودية للخطوط الحديدية «سار») لتبنّيها مع الجزم مسبقاً بأنّها ليست بغائبة عن أذهان المسؤولين ولكن من باب التذكير والتأكيد.
وقبل البدء في تقديم الرؤى والمقترحات أتقدّم بالشكر لسعادة الرئيس التنفيذي د. بشار بن خالد المالك على جهوده التي لمسناها على أرض الواقع على الرغم من أنّه لم يمض سوى عام على تولّيه المنصب، وهذا ممّا يؤكّد حرصه على التطوير وحسن الأداء وتقبّل كل مقترح مفيد بنّاء يسهم في تقديم خدمات أفضل، وأرقى عبر «سار»، وذلك وفق منظومة عمل متكاملة.
* يفضّل أن يعاد النظر في جدولة المواعيد للسفر في نهاية الأسبوع بحيث تكون الرحلات مبكرة قليلاً لمن رغب من الموظفين والطلاب السفر إلى أهله في الإجازة الأسبوعية وخاصة ممّن يغادرون من الرياض.
* تأخير موعد المغادرة من القصيم في رحلات نهاية الأسبوع لمن أراد حضور المناسبات الاجتماعية أو حتى الشباب الذين يرغبون حضور المباريات لا سيّما وأنّ هناك ناديين في المنطقة في الدوري السعودي للمحترفين والثالث في الطريق - بإذن الله -.
* من أراد القدوم لإنهاء بعض المعاملات في الدوائر الحكومية أو الخاصة أو المواعيد الطبية بمدينة الرياض فإنّه يفضّل القدوم في الصباح الباكر فحبّذا انطلاق الرحلات في أوّل الصباح ليستفيد المسافرون من الوقت بدلاً من انطلاقها في وقتٍ متأخّر.
* من يكررون السفر ويستخدمون القطار بصفة مستمرة يفترض أن يتم تسجيل عضوية لهم ويعطون أسعار خاصة، أو أن يتم بيع بطاقات مفتوحة سنوية أو نصف سنوية تتيح لحاملها السفر المتعدد بسعر رمزي أسوة بما هو معمول به في عدد من بلدان العالم.
* الرحلات الجماعية للأسر أو للشباب الرياضيين الذين يريدون حضور المباريات يفترض أن يكون هناك خصم على التذاكر الجماعية.
* المناسبات والمواسم يفضل أن تكون مساهمة من الشركة السعودية للخطوط الحديدية «سار» في الفعاليات بطرح خصومات خاصة على سبيل المثال:مهرجان الجنادرية لمن أراد القدوم والحضور، ومهرجانات الربيع، ومعارض الكتاب، وسوق التمور السنوي وغيرها، وأن تكون «سار» ضمن الرعاة والمشاركين في الفعاليات والمساهمين في نجاحه.
وختاماً فإن الخدمات الجيدة والمواعيد الدقيقة والتعامل الإيجابي من موظفي «سار» في كافة فروعه يجعل من السفر فيه متعة وراحة ينشدها كل مسافر، ويأمل تكرارها والاستفادة منها، ويؤمل تعميمها في كافة مناطق المملكة، وحقيقة من يتسنى له السفر في القطار «سار» وقبل ذلك في رحلات القطار بين الرياض والمنطقة الشرقية لأدرك الفارق الكبير في الخدمات لصالح الخط الجديد، ويؤمل الجميع في تعميم الخدمات وتطويرها، ولقد كان القطار حلماً وأصبح ولله الحمد واقعاً، وبدأ بدايات جيدة مستفيداً من كافة الإمكانات المادية والفنية، وحرص المسؤولين على أدائه على أتم وجه بما يحقق الرغبات والتطلعات ويضفي على المسافرين الراحة والسلامة ومتعة السفر.