فهد بن جليد
سألتُ المُتحدث الرسمي باسم معرض أفد 2018 (اللواء المهندس عطية المالكي) هل نحن نتحدث في معرض القوات المُسلحة لدعم التصنيع المحلي عن معرض مُتخصص يجب ألا يزوره سوى الأشخاص المعنيين، أم أنَّه معرض مفتوح للعامة يمكن حضوره والاطلاع عليه، فعلق قائلاً: «إنَّه مُتخصص بالفعل، ولكن هذا لا يمنع الجميع من زيارته، فالطالب أو الزائر الذي سيأتي إلى هنا قد يكون صاحب مصنع غداً» وهذا يخلق جوًا من الشراكة المُجتمعية في ظني، وهو طريق لاكتشاف تلك الفُرص الوظيفية والاستثمارية لتوطين الصناعات كتحدٍ وأولوية وعنوان عريض.
معرض أفد 2018 ورغم أخذه الطابع العسكري «للوهلة الأولى» عند زيارته، إلا أنّك بمجرد الدلوف إلى دهاليزه وبين ممراته، ستكتشف أنَّك تتجول في معرض صناعات شامل بامتياز، تستعرض فيه كبريات الشركات والمصانع المحلية والعالمية أفكارها ومُنتجاتها وقدراتها -بطريقة احترافية عالية في التنظيم والإعداد- لا تقل مهنية عن المعارض العالمية والدولية البارزة, لاقتناص الفُرص وعقد الصفقات الاستثمارية والشراكات، والأكثر سعادة الشعور بالفخر عند رؤية الصناعات والمُنتجات السعودية بجودتها وحضورها المُشرِّف، مما يترك انطباعاً كبيراً لديك بأنَّ توطين الصناعات وفتح الفُرص الوظيفية لنسبة كبيرة جداً من الشباب السعودي للانخراط في هذا المجال ليس حُلماً صعب المنال، وأنَّ بمقدور شبابنا بالفعل «صنع الفارق وتحقيق الحُلم» وفق أهداف وبرامج رؤية الملكة 2030 لتطوير الصناعات الوطنية والخدمات اللوجستية ضمن أهدافها التسعة المُعلنة التي من بينها «توطين الصناعات العسكرية».
توطين الصناعات بمفهومه الأوسع والأشمل الذي أفهمه لا يعني فقط جلب المُعدات والفنيين من الخارج إلى داخل الوطن، بل إنَّ الاستثمار في صناعة الإنسان والأيدي العاملة الوطنية ورؤوس الأموال السعودية، هو من يضمن لنا تحقيق أحلامنا ومنحنا المزيد من القوة والأمان، وهذا يتم بنشر ثقافة الالتحاق بمثل هذه المصانع بين صفوف الشباب كخيار له أمانه الوظيفي ومُميزاته المُرضية، لذا كانت رؤية أفواج من طلاب المدارس يتجولون داخل المعرض خطوة موفقة ورائعة في هذا الاتجاه، لناحية زيادة فهمهم وإدراكهم واطلاعهم على القدوات الناجحة, خصوصاً وأنَّ الحديث في القاعة المُجاورة ضمن الفعاليات المُصاحبة في ندوة «المحتوى المحلي في توطين تنمية المنشآت الصغيرة والمتوسطة» كان يدور حول عدم تجاوز نسب التوطين في القطاع الخاص الـ 17 في المائة، وأنَّ المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني تعمل جاهدة لرفع نسب المُلتحقين بها من الثانوية العامة كل عام, مما يعني أنَّ هذه المصانع والشركات أرض خصبة لنجاح خريجي برامج التدريب التقني والمهني، متى استطعنا إقناع الطلاب أنفسهم أولاً، قبل إقناع أهاليهم بها «كخيار واعد» لمُستقبل آمن.
وعلى دروب الخير نلتقي.