فيصل خالد الخديدي
بدأ الاهتمام مؤخراً من أمانات المناطق وبلدياتها بالرسوم الجدارية ودعمها وإظهارها للضوء بعد أن كان هذا النوع من الفنون يمارس بالخفاء وفي الشوارع الخلفية للمدن وبشكل غير رسمي ومخالف يشوبه شيء من التشويه والعشوائية، وجاءت خطوات الأمانات استثمار لطاقات الشباب ودعم لمواهبهم وتوجيه لها في المسار الصحيح وتحويل السلوك السلبي لفعل إيجابي جميل ومقنن ويضيف لجمال المدن ويوثّق هوية ويدعم إبداع.
ولعل من أوائل الأمانات التي عملت على استثمار طاقات الشباب في الرسوم الجدارية أمانة منطقة الرياض من خلال شارع الثقافة، كما سجّلت مؤخراً أمانة الخبر حضوراً متميزاً في دعم الرسوم الجرافيتيه والجدارية على مباني أحد أحيائها الشعبية، وأيضاً شارع الفن في أبها وفي المجاردة، وتزيين جسر بالباحة برسوم جدارية وغيرها وصولاً إلى مشروع تطوير العشوائيات بمكة المكرمة، وحتى أقيمت مسابقات للرسوم الجرافيتية كما يحدث الآن في ينبع، كل هذه الجهود والاهتمام بالرسوم الجدارية ودعمها بالشكل الرسمي جعل هذا الفن في خدمة المجتمع ويعد انتصاراً للجمال ودعماً للفنون.
ولعل ما حدث مؤخراً لجداريات الرياض التي أبدع فيها مجموعة من الشباب والشابات تحت إشراف الأمانة بشارع التحلية قبل أشهر وتم طمسها قبل أيام من الأمانة كان مصدر إحباط واستهجان الفنانين المشاركين في عمل تلك الجداريات، وهو ما أعاد هذا الفن للمربع الأول من التقدير والاعتراف به، فكيف للأمانة التي دعمت الفنانين وأظهرت إبداعهم ووعدتهم كما ذكروا ببقاء جدارياتهم لخمس سنوات مقبلة على أقل تقدير، تطمس جهدهم بين عشية وضحاها؟!
وجاء في تصريح أمانة الرياض بعد عملية طمس الجدارية (إن جدارية شارع التحلية تعرضت لأعمال تخريب وتأسف لمثل هذه السلوكيات غير الحضارية، وحفاظاً على المظهر العام أعادت طلاءها تمهيداً لرسمها مجدداً، وتؤكد الأمانة حرصها على فن الجداريات وتهيئة مواقع لها من بينها جدارية طريق النهضة بطول 50 متراً سيبدأ الرسم بها الأسبوع المقبل) وعلى الرغم من الأمل الذي حمله تصريح الأمانة إلا أنه كان بالإمكان أفضل مما كان، فقبل الطمس وتأييد المخرب في تشويه وطمس الجمال كان بالإمكان التواصل مع الفنانين لتعديل ما تشوّه أو ما لوحظ على أعمالهم والتوصل معهم لحل يحفظ جهدهم.