ميسون أبو بكر
قبل عامين تقريبا وحين كشف سمو الأمير محمد بن سلمان ولي العهد وزير الدفاع في حوار العربية معه عن رؤية المملكة 2030 كخارطة طريق للبلاد؛ لم يكن من السهل أن نستوعب ما أشار إليه سموه قبل أن نراه اليوم واقعا في تفاصيل كثيرة، وقد بدأت المملكة الطريق بخطوات في هذا النهج، حيث لا تبرح من ذاكرتي جملته حفظه الله حول تنويع مصادر الدخل، وضرب مثلا أن هذه البلاد نهضت قبل النفط، وأنه للأسف أصبحت لدينا حالة إدمان نفطية في السعودية عطلت تنمية القطاعات الأخرى كثيرا، مشيرا أن المملكة أسست وأدارها الملك عبدالعزيز بدون نفط.
معرض القوات المسلحة «أفد» لدعم التصنيع المحلي الذي أقيم تحت شعار «صناعتنا... قوتنا» كان لي شرف تلبية الدعوة لحضور ندواته والذي ركز على التصنيع المحلي وتوطين هذه الوظائف لخفض نسبة البطالة، ولأن الشابات والشباب هم ركيزة قوية لرؤية البلاد فلا بد أن يقوم كل فرد في المجتمع بدوره، ولأنه وكما أشار ولي العهد في الحوار السابق أن مصير الشعب السعودي واحد فلا بد أن يتعاون المواطنون ليحصلوا على معيشة أفضل.
المعرض الذي ركز على الصناعة المحلية ومحاولة رفع نسبة الناتج المحلي الصناعي حيث إن لدينا نماذج ناجحة جدا في الصناعات الوطنية منذ نشأة هيئة الجبيل وينبع وفِي نتاج مصانعها من حديد وبتروكيماويات وأسمدة وغيرها وهي صناعات ننافس ونفتخر بها عالميا، فلا بد من تكرار هذه النماذج بصور عصرية تواكب المشاريع العالمية للمملكة والتي أطلقها رئيس المجلس الاقتصادي الأعلى الأمير محمد بن سلمان، وفِي إنشاء الهيئة الملكية لمحافظة العلا وعسير نمودج ناجح .
سأتحدث في مقالي هذا عن المحاضرة التي أدارها الإعلامي الاقتصادي طلعت حافظ وشارك بها كل من أصحاب المعالي: محافظ المؤسسة العامة لتدريب التقني والمهني، ورئيس وحدة المحتوى المحلي وتنمية القطاع الخاص ومحافظ الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة ومدير الهيئة السعودية للمدن الصناعية؛ والذين اتفقوا أن العلاقة بين ما ذكرت تكافلية وتكاملية كي تحقق البلاد ما تصبو إليه وكي يتم بنجاح دعم التصنيع المحلي بأيدٍ سعودية.
د. أحمد الفهيد أكد أنه يُؤْمِن بأن القطاع الخاص شريك لمؤسسة التدريب التي وصل عدد المتدربين فيها إلى مئة وستين ألف متدرب تسعى لتأهيلهم التأهيل المناسب لسوق العمل، ولعله لا يخفى علينا أن أمام المؤسسة مسؤولية كبيرة في مواجهة ثقافة المجتمع التي تغيب الجانب المهني مقارنة بالتوجه للدراسة الأكاديمية، كما لا بد أن تتنبه إلى أن شخصية الشاب لا بد أن تتناسب مع الوظيفة من خلال إخضاعه لاختبار يسبق تدريبه على مهنة ما.
م. صالح الرشيد أكد أن المنشآت الكبيرة في العالم تعتمد على المنشآت الصغيرة والمتوسطة، ومن هذا المنطلق أشير لأهمية دعم تلك المنشآت وتخفيف الضغوطات عليها لتستمر، فوجودها يشكل الطبقة الهرمية التي توجد في كل اقتصاد عالمي ناجح ولعل إطلاق مركز لدعم تلك المنشآت كما أشار معالي م. الرشيد سيحقق طموح الرؤية.
ولا بد أن يكون هناك توجه للمشاريع الجديدة في المملكة والتي تم الإعلان عنها مثل مشروع نيوم كما أشار لذلك م. خالد السالم، ولعلي أكرر العبارة التي قالها معالي رئيس هيئة المحتوى المحلي أ. فهد السكيت؛ اعتمادنا الرئيسي على النفط يتسبب لنا بأزمات، لذلك لا بد من الاستثمار في قطاعات أخرى كالقطاع العسكري، ولا بد من إعادة هيكلة كاملة للاقتصاد السعودي يشارك بها كل السعوديين، كما لا بد من برامج للشركات لدعم المحتوى المحلي لنصل لطموحنا، وهذا يعيدني لما أكد عليه ولي العهد من رفع كفاءة الموظف السعودي وتهيئته لدخول سوق العمل وخلق بيئة جذابة ورائعة في وطننا حسب تعبير سمو الأمير، ولعل الطريق لذلك من وجهة نظري هو تقبل النقد الإيجابي، وتعمق المواطنة لدى الموظف.
لا بد من خارطة طريق تنظم العمل بين كل الجهات والقطاعات
ولا بد من شراكات بين القطاع الخاص والحكومي، وأن نصل للمحتوى المحلي بقدرتنا على التنافسية ثم تصدير المنتج المحلي.
كما الانتباه إلى ما ركز عليه سمو الأمير محمد من تعزيز الشفافية ومحاربة الفساد وتخطي البيروقراطية المتهالكة التي تعيق القرار والإنجاز.
إن الإصلاحات الجارية في البلاد قامت على أسس ومعايير، ومعايير العمل في القطاع الخاص تغيرت، والتستر هو الوحش الشيطاني الذي يشكل أكبر أثر سلبي يهدد المنشآت، وقد تكاتفت الجهات المختلفة في المملكة لتحقيق الرؤية وجعل موطئ قدم اقتصادي عالمي للمملكة يعتمد على سواعد الشباب وهممهم.
ولا ننسى في خضم كل ذلك الإعلام ودوره الضخم في أن يكون القناة بين المسؤول والشعب.