د.حامد الوردة الشراري
بدعوة كريمة من سمو أمير منطقة القصيم حظيت بلقاء سموه ومجلس شباب منطقة القصيم مرتين خلال الأسابيع الماضية، الأولى لإطلاع سموه الكريم على مقترحي الخاص بمجالس شباب المناطق «اللائحة التنظيمية الموحّدة لمجالس شباب المناطق» والتي تهدف لإشراك الشباب في صناعة القرارات التي تلبي احتياجاتهم والاستفادة من طاقاتهم وتنظم دورهم في خدمة وطنهم وبما يحقق تطلعات قيادتنا الرشيدة، والثانية مشاركة مع زملائي أعضاء اللجنة الخاصة بمجلس الشورى المعنية بدارسة اللائحة المقترحة، لإطلاعهم على تجربة مجلس شباب منطقة القصيم وحضور الاجتماع السنوي الثاني لمجلس شباب منطقة القصيم الذي يتكون من ثلاث عشرة لجنة تمثّل محافظات منطقة القصيم بما فيها مدينة بريدة.
خلال تينك الزيارتين لمسنا حرص سموه على إيجاد أطر تنظيمية ومرجعية تنظّم الأعمال ذات العلاقة بالشباب على المستوى الوطني لإيمانه بأهمية العمل المؤسسي الذي يضمن الديمومة والاستمرارية ويتميز بالشفافية والوضوح. أيضاً، اطلعنا على جهود ومبادرات سموه النوعية الأخرى، ذات العلاقة بالشباب التي تنبع من إيمانه التام بأن الشباب هم ثروة الوطن وأمله بعد عون الله، منها: إطلاق أول مجلس لفتيات القصيم مرتبط بمجلس شباب منطقة القصيم وبإشراف مباشر من حرم سموه، وتدشين الفريق الكشفي التطوعي الذي صدر التوجيه بتكوينه في مناطق المملكة والاستفادة من تجربة منطقة القصيم في هذا المجال، وإنشاء رابطة للمتطوعين، وتدشين منصة إلكترونية للشباب، وكذلك تفعيل تلك المبادرات على أرض الواقع من خلال إيجاد مقار لها في مقر الإمارة وربطها بمكتب سموه للإشراف والمتابعة الشخصية وفق برنامج عمل محدد الأهداف والمهام، وإشراك الشباب بشكل مباشر بمناشط المنطقة المختلفة الذي آخرها معرض القصيم للكتاب.
ما لفت الانتباه كثرة المبادرات والفعاليات التي يقوم بها مجلس شباب منطقة القصيم بما فيها التواصل مع الشباب عبر العالم من خلال تنظيم الزيارات واستقبال الوفود الشبابية العالمية منها وفد شباب كوريا الجنوبية، أيضاً عمل العديد من الشراكات النوعية مع عدد من الجهات الحكومية والأهلية التي بكل تأكيد ستنعكس إيجاباً على أعمال المجلس بوجه خاص وعلى شباب منطقة القصيم بوجه عام.
اطلاعنا على تجربة مجلس شباب منطقة القصيم الثرية والمتميزة لا يجعلنا نغفل جهوداً متميزة وإنجازات تحققها مجالس شباب المناطق الأخرى، وقد سبق أن تواصلت مع العديد من المدراء التنفيذيين لمجالس شباب مناطق (مكة المكرمة، عسير، الجوف، جازان، حائل، الشرقية) إبان إعداد اللائحة المقترحة لمعرفة وجهة نظهرهم حولها ومدى الحاجة لها وزوّدوني - مشكورين - بمعلومات قيّمة أثرت المقترح، وقد وجدت من خلال التواصل المستمر معهم حرصهم على إقرار اللائحة وحماسهم في الدفع بأعمال تلك المجالس إلى الأمام وفق رؤية واضحة وبما يحقق متطلبات الشباب وتطلعات القيادة الرشيدة.
لا شك أن الجهود والمبادرات الشبابية النوعية في أي منطقة من مناطق المملكة حري الاحتذاء بها، إلا أن ما شاهدته على الواقع في منطقة القصيم من مبادرات نوعية جديرة بالاطلاع عليها والاستفادة منها.
تكوين مجالس شباب المناطق هو تفعيل لدور الشباب بالمجتمع وإحدى قنوات إشراك الشباب في تنمية وطنهم والتواصل معهم واحتوائهم والنأي بهم عن الأفكار الضالة والسلوكيات السلبية، وتوجه يمثّل ترجمة حقيقية لرؤية2030 التي يقودها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله - والذي يشدد دائماً أن الشباب هم الثروة الأولى لبلدنا و أبرز مزايا المجتمع السعودي والقوة الحقيقية لتحقيق الرؤية الوطنية.