خالد بن حمد المالك
كنا مساء يوم أمس الأول على موعد مع جديد الملك سلمان، وقد مسَّت أوامره الملكية عدداً من أجهزة الدولة بالتغيير والتدوير في مراكز الدولة الأولى، في شقّيها المدني والعسكري ومافي حكم أي منها، بما يشبه بناء المؤسسات الحكومية من جديد وفق رؤية جديدة وسياسة تحول سريع نحو الأفضل.
* *
وكان على كل مواطن أن يتابع الأوامر الملكية باهتمام، وهذا ما حدث، فما أُعْلِن عنه هو من أجل المواطن حاضراً ومستقبلاً، ومن اختارهم الملك لمواقعهم الجديدة من المواطنين، يمثلون إضافة جديدة في تفعيل العمل في البلاد، بما ينسجم مع رؤية2030 ويتناغم مع برنامج التحول الوطني 2020.
* *
المملكة -كما هو معروف- غنية بالرجال والنساء، شهادات عالية وخبرات تراكمية متنوعة، وأعداداً هائلة في كل التخصصات، وكل هؤلاء لديهم فرصة ليكونوا في الصفوف الأولى، ومن لم يتم اختياره الآن، فمن المؤكد أن مكانه سيكون محجوزاً للمستقبل متى كانت هناك حاجة لأي مواطن كفؤ ومخلص.
* *
علينا أن نتفاءل في كل خطوة إصلاحية يتبناها الملك وولي العهد، وأن نشد من أزرهم، ونؤيد خطواتهم، ونكون عوناً في إنجاح برامج التغيير الإيجابي الذي بدأنا نلمس آثاره في تجنيب المملكة من أي تقلبات اقتصادية وأمنية مما يتعرض له كثير من دول العالم، وذلك من خلال هذه البرامج الإصلاحية وهذه التغييرات الإيجابية.
* *
ربما أننا لا نكاد نصدق بأن الجهاز الحكومي الأعلى قد كسب كل هذه الأعداد الكبيرة من المواطنين ليدفع بهم الملك إلى ميادين العمل القيادي التخصصي الأول، لكن من يراجع ما تم خلال ثلاث سنوات مضت من تجديد في هيكلة مؤسسات الدولة، وتغيير في بعض العناصر القيادية، ثم الدفع ببعض القدرات الشابة المؤهلة من الجنسين إلى ميادين العمل سوف يعود سريعاً إلى التسليم بأننا نمر الآن بمرحلة غير عادية في بناء الدولة على أسس علمية تحاكي في الإدارة والتخطيط والعمل أفضل دول العالم.
* *
أمامنا فرص أخرى الآن وفي المستقبل لمزيد من التجديد والإضافة والابتكار لتكون المملكة في الصفوف الأولى بين دول العالم، وقد أخذت البلاد خطوات جسورة في إقرار نظم وقوانين تحفظ للمرأة حقوقها المنسية، وفي فتح الطريق لكل وسائل الترفيه لتكون جزءاً من حياتنا، ومثل ذلك ما جرى من توسع في بناء المدن الاقتصادية والترفيهية، ما لا يمكن إغفالها حين يكون الحديث عن مرحلة ما بعد البترول، فيما نحن نسبق هذه المرحلة القادمة بمثل هذه الأوامر والتنظيمات التي يبشرنا بها الملك وولي العهد.
* *
وحين نقرأ سير من تم اختيارهم من المواطنين ليكونوا في مواقعهم الجديدة، ندرك أن هناك فرزاً وتمعناً وحسن اختيار، وأن المجاملات والشفاعات والعواطف لم تكن حاضرة في أي مرحلة من مراحل قيادة الملك سلمان في التعيينات المهمة في أجهزة الدولة، فكل من اختيروا يحملون من المؤهلات والخبرات ما يجعلهم موضع ترحيب من كل مواطن، كما هم موضع ثقة الملك وولي العهد.
* *
لا أريد أن أزيد على ما يمكن أن يكون موضع حديث لكل الأقلام، فقد تسابق الجميع إلى إعلان رضاهم وترحيبهم وشعورهم بأننا أمام تحول حقيقي سوف يفضي إلى مزيد من التطور، طالما استمرت القيادة في وضع يدها وفكرها وخطواتها نحو ما يعزز مكانة المملكة، ويجعل حياة المواطن في أحسن حال.