سعد الدوسري
في المبدأ الإداري الأحدث، على المستوى الدولي، يتبوأ تغيير الدماء سلم الممارسة. فحين يتم اختيار شخصية إدارية لقيادة مؤسسة ما، فإن حجم الإنجاز هو مقياس استمراره أو تغييره، سواءً كان في مجال الاستثمارات أو المنتجات أو التأهيل والتدريب. أما المقياس الثاني، فهو نفاد جعبة الشخصية من القدرات التطويرية، وعدم إمكانية الاستفادة من وجوده على رأس الهرم الإداري. وفي هذا المبدأ العالمي، يتساوى القطاع الحكومي مع القطاع الخاص، لكن التجربة الإدارية العربية لم تكن تؤمن به إلا مؤخراً، وفي دول محدودة. وكان التعاطي السابق لا يؤمن إلا بالعلاقة بين المؤسسة الرسمية، وبين الشخصية التي سوف يتم اختيارها. وقد تستمر تلك الشخصية في العمل المناط بها، استناداً للعلاقة وليس للإنجاز.
اليوم، نحن نشهد استقطاب شخصيات إدارية نجحت في القطاع الخاص، لكي تعمل في القطاع الحكومي، ونشهد جرأة في تغيير الشخصيات التي طال وجودها، ونشهد تعيين شباب وشابات في مواقع حيوية مهمة، اعتدنا على وجود الكهول فيها. وحين نسجل هذا التغيير، فلأننا نبتهج به، ونعتبره يحقق أحلام كل شرائح المجتمع، من المتخصصين ومن غير المتخصصين.