فوزية الجار الله
**** (1) ****
(من أين تبدأ الحرب يا إلهي..
من الاحتراف المهني أم من المتاهة
من طفولة النار أم المقامرة
من المياه الساكنة
أم من «البوط» المُلصق على واجهة
الحبّ والأغاني
لماذا تبدأ الحربُ،
وأنا لم أحرر بياناً لدخول
سماء غير منظورة)
الأبيات السابقة للشاعر أسعد الجبوري، وهو شاعر عراقي يعيش حالياً في الدنمارك، صدر له عدد من الدواوين الشعرية إضافة إلى بضع روايات قرأت له أبياتاً شعرية جميلة، وأيضاً قرأت روايته (سائق الحرب الأعمى) منذ حوالي عامين يتحدث عنها عن الأهوال التي حدثت في حرب العراق، لم تدهشني ولم أستمتع كثيراً بقراءتها، لكنه يدهشني في كثير من كلماته، على سبيل المثال، حين يتحدث عن تجربته قائلاً: «حين تتأمل صور زمانك في المدى الجغرافي للجسد، مضافاً إليه التراب الوطني، ستجد بأن لا مسافة فاصلة بين الاثنين، إلا تلك المنطقة التي تؤلف وجودك في ما يسمى ببلاد النصوص..».
**** (2) ****
أثناء تجوالي على الإنترنت ظهرت لي بالمصادفة البحتة لقطات من بعض سنابات المشاهير، رأيت عجباً فهذه قد وضعت طبقات هائلة من الماكياج على وجهها، لا تكاد تحرك شفتيها من ثقل طبقات الروج، وأخرى منشغلة بتنسيق رموشها الصناعية، تذكرت وأنا أتأملها إحدى الصديقات الحكيمات التي لاتخلو من خفة الدم وروح النكتة تقول تعليقاً على مثل ما نرى: «إنني أتعجب لهذه الرموش الصناعية التي تثقل أجفان أؤلئك البنات تبدو مريعة أشبه بالمكانس المصبوغة منذ لحظات!! سقى الله زماننا الذي لم نركن فيه إليها رغم ظهورها، يبدو أن ما بيننا وهذا الجيل قرن من الزمان لفرط ما نرى من تغيير صاخب انعكست فيه الكثير من الرؤى والمفاهيم.
الأدهى والأعجب أن هناك اثنين قد تم عقد قرانهما مؤخراً، فقامت الدنيا ولم تقعد كأنما هما أول اثنين يبتكران شريعة الزواج في العالم وأول اثنين يعرّفان العالم بأن ثمة ما يسمى حب ورومانسية، أتذكر شارلز ولي عهد بريطانيا وزوجته ديانا فلا أجد مجالاً للمقارنة هذين «الأخيرين» اكتسحا فضاء الإعلام ووسائل التواصل بشكل غير مسبوق.
وإذا وجدنا عذراً للأمير شارلز وزوجته بحكم كونهما يمثلان عنصرين هامين ينتميان إلى الأسرة المالكة البريطانية فأي عذر نجده لهؤلاء ؟!.
**** (3) ****
ثمة سؤال يؤرقني أود توجيهه إلى وزارة الإسكان، لن أقول لماذا لا يتم توفير وحدات سكنية للمواطنين أو تقديمها لهم بشروط ميسرة؟!.
لكنني أسأل حول أمر آخر: لماذا لا يتم إلزام البائع لمنزل ما «حديث البناء» بتوفير وثيقة شرعية معترف بها وهي عبارة عن خطاب ضمان ينص على تحمله لكافة النفقات فيما إذا ثبت عدم جودة المبني أو حدث فيه خلل ما لمدة عشر سنوات كحد أدنى.. فالمباني ذات البنية الجيدة والمعتمدة على أدوات ذات جودة عالية تبقى سنوات طويلة دون تأثر بالاستخدام؟.