يوسف المحيميد
حينما تعلن الجوازات بأن أكثر من مئتي ألف مخالف تم ترحيلهم في النصف الأول من العام الماضي، فذلك مؤشر مهم إلى انتشار هؤلاء داخل مدننا وقرانا، بما يهدد أمننا الوطني والاقتصادي، وهذا الرقم الكبير خلال ستة أشهر فقط، يعني أننا نعاني من انتشار هؤلاء بيننا، وأننا نتعامل معهم سواء من خلال المهن التي يعملون فيها، أو التعاقد معنا من خلال مؤسسات وهمية ليس لها مقر، ولا عنوان، وإنما مجرد أوراق مزورة، توقع بعضنا في عمليات نصب واحتيال لا أول لها ولا آخر.
ولا شك أن الخروج النهائي لأكثر من نصف مليون وافد آخرين، خلال العام الماضي فقط، يعني أننا نسير في الطريق الصحيح من أجل وطن لا مخالف من جهة، ووطن لا يرحب إلا بضيوف يعملون بمهن عالية الاحترافية والمهنية من جهة أخرى. لقد عانى الوطن والمواطنين من المخالفين، وغير المختصين، وأنصاف المهنيين، والعاملين بطريقة التستر، والمزورين للمنتجات والعلامات التجارية، ولعل الأجمل في حملات الجوازات، أنها متزامنة مع حملات وزارة التجارة، في مداهمات منتظمة لمصانع في فلل واستراحات وغيرها، تقوم بتزوير منتجات ذات علامة تجارية معروفة، مما يدخل في جرائم الغش والتزوير، وبما يتطلب إيقاع العقوبات الصارمة عليهم.
هذه الحملات المنتظمة تجاه المخالفين من جهة، والغش التجاري من جهة أخرى، وملاحقة الفساد في التعاملات الخاصة والحكومية، وتطوير الأنظمة العدلية، هو ما يجعل المملكة تتقدم ست درجات عالميا في سلم النزاهة، بل هو ما يجعل الوطن يصبح أكثر ثقة بالنسبة للمواطن، أو المقيم، أو المستثمر المواطن أو الأجنبي، ذلك ما يجعل اقتصاده أكثر قوة وصلابة، ويعزز المنافسة العادلة في مختلف مجالات العمل في القطاع الخاص.
نحن بلا شك نسير نحو 2030 بعزم وحزم، وثقة عالية، وأمل كبير، حتى وإن تعثرت الخطى هنا أو هناك، فالخطأ وارد بالتأكيد، لكن الطرق كلها تؤدي إلى رؤية 2030.