فضل بن سعد البوعينين
أجبرت مقاطعة الدول الداعية لمكافحة الإرهاب الحكومة القطرية على الخروج من غرف التآمر المظلمة إلى العلن؛ وحملتها على كشف إستراتيجيتها التآمرية على السعودية؛ والإمارات والبحرين ومصر. فضحتها أبواقها الإعلامية؛ وسياساتها التخريبية؛ وعلاقاتها المشبوهة مع إيران وتركيا والاستخبارات الغربية؛ ففقدت توازنها؛ ودبلوماسيتها الخبيثة؛ وأسقطت عنها ورقة التوت الأخيرة التي تواري سوآتها.
استغلت الحكومة القطرية أموال الشعب في تدبير المكائد لجيرانها؛ وتمويل الجماعات الإرهابية في اليمن والبحرين والعوامية؛ ودعمها إعلاميا؛ أومن خلال جماعات الضغط والكتل البرلمانية الغربية؛ وسخرت الأموال لدعم مراكز البحث العالمية وفق اتفاقيات غير معلنة ركزت في مضمونها على شيطنة السعودية؛ ودعم المنظمات الإرهابية التي ألبستها رداء المعارضة وفي مقدمها جماعة الحوثي في اليمن.
وبالرغم من انكشاف الحكومة القطرية للعالم أجمع؛ إلا أنها ما زالت ماضية في الطريق الذي رسمته لها الاستخبارات الغربية والصهيوصفوية؛ متجاهلة أصوات الأشقاء الناصحة؛ وشيوخ آل ثاني المعارضين لسياستها في المنطقة؛ والقبائل القطرية.
خسرت قطر مؤيديها التقليديين؛ وعملائها المجندين في الدول المستهدفة؛ فتحولت إلى بنك مركزي مهمته صرف الأموال من أجل شراء المواقف السياسية؛ وتجنيد مرتزقة الإعلام؛ وناشطي المواقع الإلكترونية؛ وبعض الصحف الغربية؛ التي باتت تعوض خسائرها؛ بالأموال القذرة. يبدو أن الحكومة القطرية بعيدة كل البعد عن فهم واقعها الحرج؛ والمتغيرات الدولية؛ وما زالت تعتقد أنها قادرة على تحقيق أهدافها التخريبية بأموالها القذرة؛ وأبواقها الإعلامية الناعقة؛ وشركات العلاقات العامة اليهودية التي استمرت في خداعها من أجل المال.
من محاسن الأزمة؛ تعريتها الحكومة القطرية؛ وفضحها أبواقها الإعلامية ومنظومتها الإلكترونية؛ التي أنطقها الله وأظهر ما فيها من غل على السعودية؛ أرض الحرمين وقبلة المسلمين. قال تعالى: «قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ»
وآخر الفضائح تغريدة المستشار في الديوان الأميري التي أيد فيها الحوثي وأنتصر له وأسبغ عليه ألقاب العظمة والتبجيل. تغريدة قصيرة كشفت خيانتهم؛ ليس للسعودية فحسب؛ بل وللجيش القطري الذي شارك في الحرب على الحوثي؛ ببسالة وأمانة؛ قبل أن يدرك أن حكومته استغلته لأهداف استخباراتية وكغطاء لعملياتها التخريبية المستترة. ومن غرائب الأزمة قبول حكومة قطر الاستعانة بالمرتزق «أسامة فوزي» عدو الأمس؛ المتطاول على الأعراض؛ والأسرة الحاكمة؛ في مسعاها لتعويض تناقص المؤيدين بعد افتضاح أمرهم وعمالتهم؛ ودنو أجل الحكومة. من المؤلم أن يقبل الشريف على نفسه الدناءة؛ واحتضان أعدائه لتصفية حساباته مع أشقائه الأكثر حرصا على هدايته وحمايته من مآلات الأمور المدمرة. ستنكشف الغمة؛ ويزول الخلاف بزوال أسبابه ومسببيه؛ وسيعود الشعب القطري لأحضان الخليج؛ ولن يجد الساقطون في مستنقع القذارة من يؤيهم؛ أو يحميهم من مصيرهم المحتوم.