أحمد المغلوث
اعتادت المملكة من خلال قيادتها الحكيمة عند احتفال الدول الخليجية والعربية والإسلامية وبقية دول العالم بأعيادها الوطنية والقومية، وحتى المناسبات العظيمة التي تفخر بها، أن تبارك لها هذا العيد أو تلك المناسبة معربة لها - باسمها واسم شعب وحكومة المملكة العربية السعودية - عن أصدق التهاني وأطيب التمنيات بالصحة والسعادة لحكومة وشعب هذه الدولة. وهذا ما قامت به المملكة وقيادتها مؤخرًا بمناسبة احتفال دولة الكويت الشقيقة بمناسبة ذكرى اليوم الوطني للكويت متمنية لصاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير الكويت وشعب الكويت الشقيق اطراد التقدم والازدهار. مشيدة بالعلاقات المتميزة التي تربط البلدين الشقيقين، والتي يحرص الجميع على تنميتها في المجالات كافة. وفي عيد الكويت الو
طني تسترجع الكويت الشقيقة ذكرياتها وانتصاراتها التاريخية على أعدائها وهزيمتها لقوى الشر والعدوان، التي تصدت لها عبر مختلف المعارك والمواجهات العسكرية والسياسية. وفي مثل هذا العيد تنشط أجهزة الإعلام المختلفة على اختلاف أشكالها وأنواعها من إعلام مقروء ومرئي ومسموع في بث ونشر البرامج الخاصة التي أُعدت من أجل هذا اليوم الأغر. وفي السنوات الأخيرة، ومع انتشار الإعلام الجديد «السوشيال ميديا»، أصبحت ظاهرة الاحتفال بالعيد الوطني بمشاركة مختلفة من الدول الخليجية؛ إذ تعيش هذه الدول معها حالة استثنائية؛ فنجد تعدد البرامج الخاصة، وإذاعة الأغاني ذات العلاقة، وحتى إجراء المقابلات والحوارات مع نخب من رجال الثقافة والأدب والإعلام. وهذا ما فعلته المملكة وشعبها الأبي؛ إذ ضجت المواقع الإلكترونية، وعلى الأخص تويتر والفيسبوك، وكذلك العديد من التطبيقات بأعلام الكويت، وصور مختلفة من نشاطات وفعاليات الاحتفالات بهذا العيد المجيد، ومن بينها المملكة التي لا أحد ينكر ماذا فعلته من أجل انتصار الكويت خلال حرب التحرير، بل قدمت الشهداء خلال «عاصفة الصحراء»، وكيف ساهم أبطال الوطن ورجاله البواسل في تحرير وتطهير الكويت. والجميل أن الاحتفال بالأعياد الوطنية في مختلف دول العالم يعتبر ذكرى طيبة لإنجازات هذه الدول ومعاركها المختلفة في جوانب الكفاح، والعمل والتنمية ونشر الوعي الوطني بين الأجيال الصاعدة والناشئة.. فنجدها - كما فعلت الكويت في احتفالها بعيدها الوطني - تركز على معاني وصور الانتماء الأصيل للوطن وللأرض. ولا يختلف اثنان على أن الحالة الاستثنائية التي عاشتها دول الخليج مع الشقيقة الكويت تجسد وتكشف في الوقت ذاته كيف هم أبناء الخليج وحدة واحدة، وقلب واحد.. وهم في الوقت نفسه يتمنون أن تسود دائمًا الألفة والمحبة بين شعوب هذه الدول، وأن لا تخرج دولة عن مسار الوحدة الخليجية وسياسة التضامن. كم هو رائع هذه التغريدات وتلك الصور المنتشرة في الإعلام الجديد، التي تبارك وتهنئ الكويت بعيدها الوطني.. إنها تغريدات بسيطة ومعبرة عما يكنه أبناء المملكة ودول الخليج تجاهها، وما تحمله فيها من مضامين مهمة وصادقة، تعبر عن حب الأشقاء وفرحتهم بفرحة «الكويت».
وماذا بعد؟.. يبقى لدى أبناء الخليج المخلصين الأوفياء في قلوبهم وفي عقولهم هاجس واحد، هو أن يبقى «الخليج» قوة قوية في المنطقة.. قوة حب وولاء.. راياتها شامخة خفاقة، تضيف لأمجادها صفحة أخرى مضيئة، يزهو بها التاريخ الخليجي الحديث. هذا ما يتمناه أبناء الخليج من الله العزيز الحكيم أن يديم عليهم ما هم فيه من خير ونعم، وأن يحفظ لهم قياداتهم وأوطانهم، إنه سميع مجيب.
ومبروك للكويت عيدها الوطني المجيد..