أ.د.عثمان بن صالح العامر
كتبت في مقال الجمعة الماضي عن حلقة النقاش «الثقافة الإسلامية في جامعاتنا السعودية» التي انعقدت في رحاب جامعة حائل في 3-4/ 6/ 1433هـ وشارك فيها ممثلو جميع الجامعات السعودية الحكومية، أوردت فيما كتبت أهم ما جاء في كلمة الافتتاح التي ألقاها معالي مدير الجامعة أ د. خليل بن إبراهيم البراهيم، وعرضت المحاور التي نوقشت في جلسات الحلقات السبع، وأشرت في آخر المقال إلى أن المجتمعون خلصوا إلى عدد من التوصيات، يعنينا منها هنا:
- اهتمام الأقسام المعنية بتدريس مقررات الثقافة الإسلامية ببحث وتطوير آليات ربط محتوى هذه المقررات بقضايا الواقع الحية، وتوظيفها في صياغة الوعي وتعزيزه لدى الطلبة والطالبات بما يمكنهم من امتلاك مهارات الحوار وفن التعامل مع التحديات الثقافية المعاصرة وتداعياتها المحلية.
- الحرص على تضمين مقررات الثقافة الإسلامية كل ما يخدم البناء المتكامل لشخصية الطالب بناء معتدلاً وسطياً، يفقه دينه ويحافظ على خصوصية هويته الإسلامية، ويتفاعل مع معطيات عصره بوعي ونقد واستبصار للقضايا المستجدة كالعولمة والحرية والإرهاب، والشبهات المؤدية للفتن في إطارها الإسلامي.
- التزام الجامعات السعودية الحكومية والخاصة في برامج الاعتماد الأكاديمي بما نصت عليه سياسة التعليم في المملكة العربية السعودية من تدريسها كمادة أساسية في جميع سنوات التعليم العالي وبالساعات المحددة في اللائحة بواقع 8 ساعات على الأقل.
- ضرورة تفعيل الجمعية السعودية للثقافة الإسلامية في جامعة الملك فيصل وبرامجها وأنشطتها المتنوعة حفاظاً على المصالح الوطنية، وتحقيقاً للأمن الفكري، واستفادة حقيقية من البيئة الأكاديمية المنوط بها تعزيز القيم الثقافية المجتمعية.
- إسناد تدريس مادة الثقافة الإسلامية في الجامعات السعودية للمتخصصين في هذا العلم، والاهتمام بتقديم البرامج التدريبية للقائمين بتدريس هذه المقررات من غير المتخصصين، وذلك من أجل تعزيز قدراتهم وإبداعاتهم التي تسهم في تحقيق تلك المقررات لأهدافها وتجاوز البناء المعرفي الأكاديمي إلى الناتج المهاري وآليات ممارستها.
- التوسع في فتح برامج الدراسات العليا في تخصص الثقافة الإسلامية، والاستفادة من تجربة الجامعات التي سبق لها وأن قدمت تلك البرامج.
- إنشاء كرسي للثقافة الإسلامية تتبناه إحدى الجامعات السعودية.
بعد هذه السنوات الست أقرأ الأسبوع قبل الماضي: (في تحرك عاجل .. «التعليم» توجه الجامعات بتدارك وضع مقررات الثقافة الإسلامية لافتقادها «المحتوى الرصين») والسؤال هنا:
- ماذا فعلت الجامعات طوال هذه السنوات مع أنها جميعاً كانت ممثلة في هذه الورشة برؤساء الأقسام والأساتذة المبرزين في هذا التخصص، بل ماذا فعلت الوزارة التي تم رفع التوصيات لها لإقرارها ومن ثم إحالتها لإدارة الجامعات حتى يتسنى العمل الجاد للتغيير في المناهج حسب ما انتهت إليه الحلقة التي كان من بين من حضرها مدير إدارة الأمن الفكري بوزارة الداخلية حينذاك، وممثل هيئة حقوق الإنسان الذي أكد في ثنايا المناقشات وجوب الاهتمام بهذا الجانب «حقوق الإنسان» وتضمينه مقررات الثقافة الإسلامية، أكثر من هذا ماذا فعلت هيئة الاعتماد الأكاديمي التي حكمتّ قبل أكثر من أربع سنوات - إن لم تخني الذاكرة - مقترحاً لمشروع إقرار مفردات جديدة لمادة الثقافة الإسلامية في جامعاتنا السعودية!!!؟ ويبقى التوجيه الوزاري الموقر المشار إليه أعلاه والذي (جاء بعد ملاحظة أن المناهج أصبحت تفتقر إلى المحتوى العلمي الرصين الذي يعزز الوسطية والاعتدال والهوية الوطنية الأصيلة، ويحمي الطلاب والطالبات من مخاطر الانسياق خلف التيارات المنحرفة) أقول يبقى هذا التوجيه هو المعول عليه بعد الله في إحداث التغيير المنشود لما فيه صالح الطالب في الدارين، وخير الوطن العاجل والآجل.
الجميل في الأمر أن معالي وزير التعليم (طالب مديري الجامعات بالاهتمام الشخصي بهذا الأمر، وتزويد الوزارة بتقرير خلال 30 يومًا عن الخطوات التي يتم اتخاذها) فهل سيتحقق في هذا الشهر ما لم يتحقق في السنوات الست؟ أتمنى ذلك. دمتم بخير، وتقبلوا صادق الود والسلام.