كوثر الأربش
الوكالات والمنظمات الأممية والدولية والمحلية، صناع القرار في المجال الإنساني، أكاديميون وباحثون متخصصون في المجال الإنساني والإغاثي.. كل هؤلاء سيكونون في الرياض، تحديدًا قاعة الملك فيصل في الإنتركونتيننتال. تخيل فقط المشهد كما لو كنت تحلق في السماء. الرياض وبلغة جديدة تصبح منصة للتغيير عمليًّا في مجال العمل الإنساني. الجديد ليس ما يقوم به السعوديون للإنسان، ولن أذكر كل تلك الأعمال الكبرى في خدمة متضرري العالم، ضحايا الحروب، الكوارث، والأوبئة.. لطالما كنا هناك، حيث يحتاج إلينا إخوتنا، بلا منة. نفعل ذلك لأننا مسلمون، لأننا إنسانيون، لأن نخوتنا العربية لا تغفو وثمة جائع أو جريح أو منكسر في أحد الأصقاع القريبة، والبعيدة أيضًا. الجديد أننا بتنا نفعل ذلك بلغة مشتركة، يفهمها العالم الحديث. نحن في زمن الحوار؛ لأن بطولات الصراخ والثورات انتهت. اليوم تكون بطلاً حين تمتلك استراتيجية في الحوار. لقد اكتشف العالم متأخرًا - ربما متأخرًا جدًّا - أن ما تجنيه بالكلمة سيكفيك الكثير من الدماء، صرخات أطفال، وأسرًا في الشتات. هذا سيفعله مركز الملك سلمان للإغاثة، سيجمع العالم على طاولة واحدة، من أجل الإنسان. هذا الكيان الناشئ في عمره، الكبير في أعماله، يتوج ما يفعله السعوديون لأجل الإنسان بمنتدى دولي إنساني، يهدف إلى تعزيز وتسويق أفضل معايير العمل الإنساني، يناقش تطوير الممارسات بما يناسب الوضع الراهن، تحسين مستوى آليات العمل في المجال الإنساني. تلك كانت أهداف المنتدى، الذي ستركز جلساته على: المساعدات الإنسانية، تحديات التمويل الإنساني، توطين المساعدات، الابتكار والتقنية في المجال ذاته. نأمل أن يخرج المنتدى بتقارير شاملة، تحوي النتائج التي تمثل مبادئ يمكن أن العمل وفقها في العمل الميداني.
في لقاء معالي المشرف العام على المركز الدكتور عبدالله الربيعة بالإعلاميين قبل المؤتمر الصحفي لإعلان خبر تدشين المنتدى الدولي لفتني سؤال أحد الزملاء: هل المستهدفون بالمساعدة الإنسانية التي يقدمها المركز يخضعون لمعايير الهوية الدينية؟ لا، تقدَّم للإنسان، بلا تصنيف.. المالديف أو الفلبين أو هندوراس.. الاعتبار الأول لصرخات الإغاثة وليس للتصانيف. هذا فحوى ما قاله الدكتور الربيعة. وكان خبرًا جديدًا بالنسبة لي، وربما لكم أيضًا..
عن المنتدى: الدعوة عامة.. سجل في الموقع فقط.