عبد الله باخشوين
إلى عدة أيام مضت.. كنت أنظر إلى نفسى كـ((ضحية)).. بعد أن تعرضت لألوان وأنواع شتى من الأذى.. الذي جاء تباعاً ممن أعتبرهم أهلا وأقارب.. ومن المعارف والأصدقاء.. ومن أناس لا يعرفونني أيضاً.
غير أننى اكتشفت - بدهشة شديدة - أنني ظالم، وربما أكون معتدياً على بعض من أشرت إليهم.. أما من لا يعرفني فقد سعى لاستثمار ظلمي ظناً منه أنني سوف أجير اعتداءه..لأولئك الحاقدين عليّ الذين سعوا لأخذ ((ثأرهم)) مني بطريقة أقل ما توصف بأنها دنيئة وحقيرة وتصل إلى مستوى ((الجريمة)) التي يمكن أن يحاسب عليها القانون في حال كشفها.
ومما لاشك فيه أنني ((صريح)) زيادة عن اللزوم و((سليط اللسان)) ويمكن أكون قد وصلت - في حق آخرين - إلى ما يمكن أن يعتبروه ((قلة أدب)) وغروراً. لكنى في ما بدر تجاههم.. لم أصل إلى مستوى الإساءة الشخصية أو القذف والتشهير.. ففى الجلسات الخاصة تكون طرطشة الكلام متبادلة.. وفى الكتابة كنت أعرى وأكشف وأفضح دون أن يؤدي ذلك لأكثر من أننى كنت أضعهم أمام أنفسهم وأعرفهم بحقيقتهم من خلال شخصيات ((قصصية)) عامة وعادية فلا يعرف القارئ من هو المعني أو المقصود.. لكن يبدو لى أنهم قد هالهم ما عرفوه عن أنفسهم عن طريق القصص والكتابات التى تجسد مسلكيات ومشاعر إنسانية مريضة عرفوا أنفسهم من خلال رسمى الإنساني العام لها.. دون أن يخطر ببالى - ولو للحظة - أن هذا موجه لهم.. أو حتى لأحد بعينه لأن (( الأدب الواقعى)) يستلهم من الواقع مصداقيته التى يريد أن يحققها.. ولكن للأسف كانوا هم الذين ألهموها لي ولا تعكس إلا بعض ما فيهم.. وما هم عليه.
طبعاً - منذ عدة أيام - أدركت أنهم لم ينظروا للأشياء كاستلهام لواقع إنسانى عام وخاص.. لكنهم نظروا لما فيه منهم.. وفى ضوء ما شعروا به مما تجسَّد منهم أخذوا يفكرون أولا، ثم عملوا جاهدين للانتقام مني بطريقة أرادوا أن تكون (( تأديبية )) وحاسمة.. وكفيلة بأن تقضي عليَّ قضاءاً مبرماً.
لكن ربي سلم
وصل كل أذاهم وسقطت كل أهدافهم التى كانوا قد خططوا لتحقيقها من وراه الأذى إلى الحد الذي جعلنى أدرك أن الأذى مجرد غطاء للأهداف.. ومع انكشاف الغطاء بانت سوءاتهم، وبدوا لى أشد حقارة وقبحاً مما كنت أظن.
أما بعد أن أدركت أننى لست ((ضحية)) فقد ظللت - من يومها حتى الآن - أعنف نفسى وأعاتبها أشد العتاب.. لأن ما قمت به تجاههم.. أعطى لهم الغطاء وأمّن لهم القناع الذي اعتقدوا أنه يكفي لتمرير كل الأهداف الدنيئة التى أرادوا تمريرها من خلالي، وحسبي الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار.