عمر إبراهيم الرشيد
استرجع موقفاً شهدته حين كنت يافعاً بعد أداء الصلاة في مسجد الحي، حين اقترب ثلاثة أشخاص كوريين عند باب المسجد يشاهدون المصلين والمسجد من الداخل باهتمام واضح، فصادف خروج أحد المصلين الكبار فأمرهم بالابتعاد. استرجع هذا مع حدث سنوي ينظمه مسلمو بريطانيا هذا الشهر في مختلف مدن المملكة المتحدة وهذه السنة هي الرابعة منذ إطلاقها عام 2014 م. حقيقة هي مبادرة وتصرف ينم عن ثقة وحصافة من الجمعيات واتحاد المسلمين هناك، فالمبادرة هي ببساطة فتح أبواب المساجد لمختلف شرائح المجتمع المحلي، بهدف التعريف بالإسلام الحقيقي، بالشرح والاجابة عن أي استفسار، إضافة إلى الاحتفاء بالزوار وإكرامهم كضيوف.
مثل هذه المبادرة لها آثار عظيمة، فهي تبعد التصور المشوه عن الإسلام، بتعريف المجتمع المحلي ومن يقيم فيه بصورة الإسلام الصافية. أما المسلمون فتزيدهم ثقة بأنفسهم وبقدرتهم على الرد بتحضر ورقي كما هو دينهم الحضاري بشهادة رواد الفكر الغربي أنفسهم ومنذ قرون خلت. ولا ننسى تأثيرها الكبير بالنظر إلى نوعية من تفاعلوا معها من دبلوماسيين ورجال دولة ومثقفين، منهم تيريزا ماي رئيسة الوزراء، عمدة لندن، جيريمي كوربين زعيم المعارضة البريطانية، وأعضاء في البرلمان وقساوسة ومفكرون. حقيقة يمثل بعض المسلمين المغتربين في أنحاء العالم خير سفراء، بوعيهم واعتزازهم الحقيقي بحضارتهم سلوكاً ولباقة وحسن تصرف. وهذا ينطبق على كثير من طلابنا المبتعثين ولله الحمد، فليس أجمل من تفوق طلابنا وطالباتنا ومبادراتهم المجتمعية لتمثيل وطنهم ودينهم أحسن تمثيل، حدث هذا مع فيضانات أمريكا الأخيرة وقصة إنقاذ طالب سعودي لرجل أسترالي من الغرق وغيرها من القصص المشرفة. وهنا لا بد من كلمة حق وإشادة بمكاتب دعوة الجاليات المنتشرة في مدن المملكة ومناشطهم الدعوية المباركة.
هل يمكن نقل التجربة البريطانية في المساجد إلى المملكة ودول الخليج؟، تساؤل يدور بخلدي. أتمنى من المشايخ والعلماء الاجلاء الاجابة بحسب الوجهة الشرعية في ذلك.
إلى اللقاء.