محمد الشهري
من الطبيعي، بل الطبيعي جداً، أن يكثر الحديث عن التحكيم عطفاً على كثرة الأخطاء الكوارثية التي اُرتكبت خلال ما مضى من مباريات الموسم سواء على صعيد تنافسات الدوري، أو على صعيد تنافسات كأس خادم الحرمين الشريفين إلى درجة الإسراف، سواء على أيدي الحكام الأجانب أو المحليين؟!.
صحيح أن الأخطاء طالت جميع الفرق، ولكن هذا لا يعني تقبّل الوضع حتى من باب المصطلح المغلوط (المساواة في الظلم عدل)، إذ إن ثمة فوارق كبيرة وشاسعة جداً بين الخطأ التحكيمي الذي يكلف الفريق نقطة، وبين الآخر الذي يكلفه ثلاث نقاط، أو الخطأ الذي يكسّب الفريق نقطة لا يستحقها في مقابل حرمان الفريق المقابل من حقه في الحصول على نقاط المباراة كاملة؟!.
لا جدال في أن الأخطاء التحكيمية شر لابد منه، غير أن تكرارها، وارتفاع وتيرتها كما حدث مؤخراً أمر يدعو للقلق؟!.
وبما أننا نعيش آخر مراحل موسمنا الحالي، وبالتالي عدم قبول تلك الأخطاء التي من الممكن أن تعصف بآمال وجهود الفرق المتضررة، سواء تلك الفرق المتنافسة على المقدمة، أو الأخرى التي تصارع من أجل البقاء، ما يعني ضرورة التمحيص والتدقيق في نوعيات الحكام الذين ستتم الاستعانة بهم لإدارة ما تبقى من مباريات، إذ لا مجال لارتكاب المزيد من الكوارث التحكيمية تحت أي مبرر.
الإدارة أبخص؟!
نتفق أو نختلف مع الإدارة الهلالية حول إقالة المدرب رامون دياز، سواء فيما يتعلق بحيثيات ومبررات قرار الإقالة، أو ما يتعلق بتوقيت اتخاذ القرار، ذلك أن من المعتاد أن تحظى مثل هذه القرارات المفصلية بالكثير من النقاشات والتحليلات والأخذ والرد، ولكنها تبقى مجرد رؤى وآراء لا تقدم ولا تؤخر أمام جملة من المسلمات والبديهيات التي منها: أن القرار قد تم وانتهى الأمر، ومنها أنه لا يوجد من هو أكثر اطلاعاً على بواطن الأمور من الإدارة، هذا فضلاً عن أنه لا يوجد من هو أكثر وأشدّ حرصاً على النجاح، وبالتالي على مصلحة النادي من الإدارة، باعتبارها المسؤولة في حالة النجاح، أو الإخفاق (لا قدر الله).
نعم: دياز مدرب كبير، وقدم مع الهلال موسماً مثالياً بكل المقاييس ولكنه أخذ (يخبّص) في الآونة الأخيرة بشكل مستفز، سواء من حيث التعاطي مع المباريات، أو من حيث التشكيلات التي يفاجئنا بها في كل مباراة، هذا عدا مجاملته لبعض العناصر منتهية الصلاحية أو المفلسة، انظر يا رعاك الله إلى مواقع ترتيب الفرق التي أخرجته من مسابقة كأس الملك، وتلك التي أوشكت أن تخرجه من مسابقة الدوري، قياساً بما يمتلكه الهلال من خبرات ومن مقومات، لتعرف أن دياز أضحى يعمل بدون نفس، حتى الأهداف الشحيحة التي يسجلها الفريق، لا تأتي في معظمها نتاج تكتيكات وتدابير فنية بقدر ما هي نتاج اجتهادات فردية.. يعني بصريح العبارة، لقد أحال الفريق من مهاب الجانب إلى آخر (هزيل)؟!.
وهذا لا يعني أو يعفي الإدارة من مسؤولية عدم التعاقد مع رأس حربة صريح ومتمكن بمقدوره استثمار بعضا من كمّ الفرص السانحة للتسجيل ولاسيما بعد إصابة إدواردو، بدلاً من طابور (العالات) الذين يعجّ بهم الفريق.
كذلك الحال بالنسبة للاعبين الذين تدنت مستويات أدائهم لسبب أو لآخر بشكل ملحوظ.. إذ تقع على أعناقهم مسؤولية إنقاذ موسم فريقهم من الضياع، وذلك من خلال بذل المزيد من الجهد، والحرص الشديد على تقديم العطاءات التي توازي نجوميتهم ومكانة ناديهم.