يوسف المحيميد
حينما يتباهى عضو «المجلس الأعلى للثورة الثقافية» في إيران رحيم بور أزغدي، بأن هناك خمس دول تحت سيطرة نظام المرشد الأعلى بعدما خرجت من تحت سيطرة واشنطن، فإن الرد عليه لن يكون مجديًا من خلال طاولة حوار في هذه الدول التي تستعمرها إيران، والحديث مع بضعة صحفيين ووكالات أنباء، وإنما يجب أن يكون - على الأقل - من خلال رفع مذكرة احتجاج رسمية، توجه للبلد المعتدي، ترفض فيها التدخل في شأن هذه الدول، أو الهيمنة عليها، والتأكيد على سيادتها. وقد لا تكفي مذكرة احتجاج وإنما يجب العمل على أرض الواقع بالتخلص من هيمنة إيران وسيطرتها، وتدخلها المستمر والعلني في شؤون هذه الدول الخمس!
أعتقد أن السيادة هي الاستقلال وحرية التصرف، والسيادة الحقيقية لأي دولة هي في عدم دخول أي عناصر عسكرية أجنبية أراضيها والتحكم بمبادئها وقراراتها، وعدم السيطرة على قرارها السياسي. السيادة الحقيقية هي عدم الارتهان إلى علاقة اقتصادية وتبادل تجاري مع دولة واحدة متحكمة، لأن ذلك يعد تعديًا على ثروات هذه الدولة، وتحكمًا في مصادرها. السيادة الفعلية هي ألا تخضع الدولة لإملاءات دولة أخرى وتخدع نفسها بأن لها مصالح مشتركة معها، مثلما يحدث لدول ودويلات مع إيران أو تركيا أو غيرهما!
مازلت أتذكر تصريحًا إيرانيًا رسميًا مشابهًا، عند سقوط صنعاء في أيدي ميليشيا الحوثي في سبتمبر 2014، بأن العاصمة العربية الرابعة سقطت في يد الجمهورية الإيرانية، واليوم يتبجح أزغدي بأن هناك خمس دول تحت سيطرة الملالي دون أن يحددها، ودون أن يذكر اسم الدولة الخامسة الجديدة التي استحوذت إيران على مقدراتها وقرارها السياسي.