د.عبدالعزيز العمر
أعرض فيما يلي بعضاً من خواطري التعليمية، وهي خواطر ارتبطت لدي بمواقف تعليمية مختلفة مررت بها. بداية أتذكر أن طالباً كان يتلقى تدريباً في إحدى مدارسنا ليصبح معلماً، دخل ذلك الطالب المتدرب غرفة المعلمين في المدرسة فلاحظ وجود بقايا أكياس الشاي المستخدمة ملقاة على الأرض وعلى طاولة زميله المعلم، ولاحظ أيضاً تناثر بعض بقايا إفطار صباحي، وأن رائحة الإفطار لا تزال تعج في الغرفة. في المجمل كان مشهد الأصوات العالية والفوضى والإهمال طاغياً في غرفة المعلمين. السؤال هنا: هل سيبقى هذا الطالب التربوي المتدرب القادم لمهنة التعليم على احترامه وهيبته لمهنة التعليم (مهنته المستقبلية). من جهة اخرى أتذكر أن وزارة التعليم كانت تعمل من وقت لآخر على جس وقياس مستوى إنجازات وتحصيل الطلاب والطالبات عن طريق اختبارات مركزية تأتي للمدرسة من إدارة التعليم، وهذا أمر إيجابي، لكن المشكلة هنا كما روتها لي إحدى الموظفات في المدرسة أن بعض المعلمات كن يقدمن الإجابات جاهزة لطالباتهن، نتائج مثل هذا الاختبار ستكون حتماً مضللة وخادعة لأصحاب القرار وللباحثين (أيها الضمير من رآك). وأخيرًا أتذكر أني دخلت إحدى مدارسنا فلاحظت أن بعض المداخل المؤدية إلى الأدوار العليا مغلقة بشبوك حديدية، لقد ذكرني ذلك المشهد بالسجون، ولاحظت كذلك أن إدارياً (سجان) كان يتجول في الممرات وهو يصرخ منادياً الطلاب وبيده عصا، وفوق ذلك لاحظت أن المدير فتح شباكاً زجاجياً يطل على المدخل الرئيس للمدرسة ليراقب من خلاله الداخل والخارج من المدرسة. بعض مدارسنا لا تخلو للأسف من التوحش (تذكروا طفل الأحساء)، وأحياناً لا يجد فيها الطاالب أي اهتمام شخصي به، عندما تصبح بيئة المدرسة قريبة من بيئة السجن، فإني أخشى على مخرجاتها من السجن.