فيصل عطا - الجزيرة:
مَن يتصفح في التاريخ الأزرق سيدرك أن الزعيم لا يقف على أحد، بل إنه يزداد قوة حينما لا تكون أرضه خصبة للمجاملة؛ فبعد إقالة المدرب الأرجنتيني رامون دياز امتعض الكثير في الشارع الهلالي من قرار الإدارة بينما يقول التاريخ إنه سبق للزعيم الاستعانة بمدربين عدة في أوقات الحصاد، منهم اليوغسلافي بروشتش مدرب مدرسة الهلال مطلع الثمانينيات الميلادية، الذي تمت الاستعانة به لتدريب الفريق الأول ببطولة كأس الملك عام 1984م بدلاً من البرازيلي فيلهو الذي تدنى معه مستوى الفريق الفني بالدوري؛ وفقد المنافسة؛ فأنقذ اليوغسلافي موسم الزعيم محققًا بطولة كأس الملك على حساب الأهلي برباعية نظيفة، ثم إنه عاد بعدها لقيادة مدرسة الهلال.
كما سبق للزعيم التعاقد مع المدرب الأرجوياني عمر أبو راس مطلع الدور الثاني من دوري عام 1987م بدلاً من البرازيلي فيداتو الذي أنهى الهلال معه الدور الأول وهو في المركز السادس. وبعد قدوم أبو راس تصاعد مستوى الزعيم، وانتفض؛ فحقق بطولة الدوري في الموسم نفسه.
بعدها بثماني سنوات تمت إقالة المدرب الهولندي الكبير ويم فان هانجيم بعد تدني مستوى الفريق بالدوري بالرغم من تحقيقه البطولة العربية عام 1995م، وتأهله للمربع الذهبي، إلا أن إدارة الهلال قررت الاستغناء عنه، والاستعانة بالبرازيلي جوبير الذي نجح في تحقيق بطولة الدوري بعد إقصائه الاتحاد في نصف النهائي والأهلي في النهائي بهدفَي الجابر.
وفي مطلع الألفية استغنى الهلاليون عن البرازيلي لوري ساندري الذي سبق له تحقيق بطولة كأس الاتحاد السعودي لكرة القدم عام 1999م بسبب سوء نتائج الفريق بالدوري عام 2000م؛ فكان البديل الروماني الشهير أنخيل يوردانيسكو الذي نجح في تحقيق ثلاثية للزعيم، هي (آسيا أبطال الدوري وكأسا المؤسس وولي العهد).
في العام الذي يليه 2001م تم جلب صفوت سوسيتش بدلاً من بيلاتشي الذي ساء معه وضع الفريق بالدوري بالرغم من تحقيقه بطولة الصداقة والبطولة العربية والسوبر الآسيوي؛ فحقق صفوت بطولتَي النخبة والسوبر السعودي - المصري.
بعدها بعامين في 2003م أقيل بيلاتشي مجددًا بعد عودته وإخفاقه فتمت الاستعانة بالهولندي أديموس الذي أنقذ موسم الهلال، وحقق بطولة كأس ولي العهد من أمام الأهلي بهدف الشلهوب.
وفي عام 2006م تعاقد المنتخب السعودي مع مدرب الهلال البرازيلي باكيتا منتصف الموسم فتمت الاستعانة بمواطنه كليبر الذي نجح في تحقيق بطولة كأس ولي العهد بعد موسم صعب على الصعيد الفني للفريق.
بعدها بسنوات، وتحديدًا عام 2012م، تمت إقالة الألماني توماس دول بعد تراجع المستوى الفني للفريق فتم التعاقد مع التشيكي هاشيك في المنتصف الأخير للموسم، ونجح في تحقيق بطولة كأس ولي العهد على حساب الاتفاق بهدفين دون مقابل، كما نجح في التأهل مع الفريق آسيويًّا لدور الثمانية.
في الموسم الذي يليه (2013م) تمت إقالة المدرب الفرنسي كومبواريه بعد عدم إقناعه للإدارة والجمهور؛ فتمت الاستعانة بمدرب الأولمبي الكرواتي زلاتكو بعد انطلاق بطولة كأس ولي العهد، الذي نجح في تحقيق البطولة على حساب الغريم التقليدي النصر بركلات الترجيح.
وأخيرًا في عام 2015م، بعد موسم صعب للزعيم، شهد الخروج الآسيوي من أمام سيدني الأسترالي، وخسارة كأس ولي العهد أمام الأهلي، واستقالة الرئيس من منصبه، أُلغي عقد المدرب الروماني ريجيكامب؛ فتم جلب المدرب اليوناني دونيس الذي نجح في إنقاذ موسم الزعيم محققًا مع الأزرق بطولة كأس الملك على حساب الغريم التقليدي النصر، كما نجح في التأهل مع الفريق آسيويًّا لدور الثمانية.