«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
لا إخال أن أحداً يشكك فيما حمله مهرجان « الجنادرية « من أهمية ترفيهية وثقافية وتوعية ومكاسب اقتصادية، وعلى الأخص أولئك الذين انتشروا في أنحاء المهرجان لبيع منتجاتهم المختلفة من منتجات حرفية ويدوية وحت أطعمة ومأكولات متعددة ومتنوعة، ومن مختلف مناطق ومحافظات المملكة هذه الأرض الطيبة والمباركة أرض الإسلام والسلام والأمن والاستقرار. والمهرجانات المختلفة أكانت في الرياض أو غيرها من مدن المملكة تشكل لأحداث عابرة أو لفترة محدودة، ولكنها لو امتدت على مدى الشهور والاسابيع والأيام لساهمت مساهمة فاعلة في مضاعفة ميزانيات الأسر المنتجة والعاملة فيها على اختلاف نوعيات أعمالهم. ولاشك أن المهرجانات وبما تحتويه من مناشط وفعاليات تعزز من رسالتها في مجالات الثقافة والتوعية والارشاد، وفي بناء العقول وتحسين الأفكار عبر ما تقدمه فيها من فعاليات سواء أكانت ثقافية أم فنية. ورغم محدودية الوقت الذي أمضيته في «الجنادرية» مؤخراً الا أنني شعرت بمدى فرحة وسعادة المواطنات اللواتي كن يعرضن منتجاتهن من أطعمة وحلويات يعددنها مباشرة أمام المتسوقين من زوار المهرجان. وسعدت كما سعد غيري وهم يشاهدون إقبال الأجانب على المأكولات السعودية. فهذا يشتري كليجا قصيمية أو حائلية، أو حلوى من الأحساء أو تمور من المدينة.
ومهرجان الجنادرية والذي سوف يستعد ليأخذ اجازته الطويلة التي تمتد على مدى شهور. كان حدثا متميزا أسهم في التوعية ونقل تراثنا وثقافتنا وحتى الدول المشاركة فيه إلى كل من زاره أو شاهده عبر القنوات الفضائية أو من خلال الاطلاع على التغطيات اليومية والمكثفة. كذلك كان له دور بارز في تبادل الخبرات، فمجرد وجود هذا العدد الكبير من المشاركين والعارضين والبائعين في مكان واحد هو حدث هام أسهم في نقل التجارب والمعارف والخبرات للأخرين.
والمملكة عندما أقامت هذا المهرجان ومن خلال وزارة حرسنا الوطني الهمام وتكراره كل عام جعل من «الجنادرية « مركزا متنوعا ومفيدا للجميع في ضروب التراث والثقافة والمورث والإبداع اليدوي والفكري وعكس في ذات الوقت حجم اهتمام قيادتنا الحكيمة بهذه الجوانب المختلفة. وبات بالتالي هذا المهرجان مهرجانا عالميا تتحدث عنه مختلف الصحف الخلجية والعربية والاسلامية وحتى العالمية وتعرض مواقع عالمية جوانب متعددة من فعاليات المهرجان، وبالامس حدثني سائق ابني الخاص انه شاهد لقطات من المهرجان في احدى القنوات الهندية خلال عرضها جوانب من مشاركة دولتهم « الهند» كضيف رئيسي هذا العام، بل اشار إلى تنقل الكاميرا إلى عرض جوانب من المهرجان وأجنحته. وتمنى لو كان في العاصمة الرياض ليقوم بزيارته.. ومن هنا نكتشف يوما بعد يوم أبعاد وتأثير مثل هذا المهرجان الكبير على كل من يشاهده..وفعالياته تبقى كما يعرف الجميع مؤثرة وفي الذاكرة على مدى الأيام وعلى الاخص الاطفال عندما يشاهدون ما لم يسبق أن شاهدوه.. وماذا بعد الاهتمام بالتعريف بالتراث والثقافة والإبداع للأجيال الشابة والناشئة هي بمثابة الخطوات الأولى نحو المستقبل والتنمية الدائمة..
ومن هنا، نكتشف ما حققته الجنادرية من « مكتسبات عظيمة للوطن.. فشكرا ألف شكر لقيادتنا الحكيمة..