«الجزيرة» - علي سالم:
تواصل قطر المتاجرة بالعرب وقضاياهم من أجل الوصول إلى أهدافها المشبوهة، فها هي تكشف وعلى لسان أحد دبلوماسييها عن أفعالها وذلك بتواصلاتها السرية مع إسرائيل، حيث ذكر السفير القطري محمد العمادي أنه زار إسرائيل 20 مرة، مؤكداً على العلاقة السرية التي تجمع قطر بإسرائيل والتي تهدف قطر من خلالها إلى حماية إسرائيل وضمان سلامة الإسرائيليين، زاعماً أن القطريين يسعون إلى عدم قيام أي حرب بين فلسطين وإسرائيل.
وكشف السفير القطري محمد العمادي، عن سر كان يخفيه على مدار سنوات من العمل بعد أن باتت مجاهرة قطر ومتاجرتهم بالدم العربي بشكل عام والفلسطيني بشكل خاص، حيث ذكر أنه زار إسرائيل 20 مرة منذ 2014. وكانت الزيارات سرية في السابق، لكنها لم تعد على هذا النحو الآن، حيث كان الهدف هو التآمر على القضية العربية.
في المقابل رفض مسؤولون إسرائيليون التعقيب على زيارات العمادي، وهو تحفظ نسبه مصدر دبلوماسي لعدم رغبتهم في إثارة استياء قوى عربية أخرى.
وذكر العمادي خلال مقابلة مع وكالة رويترز أجريت في القدس (بعد اجتماع المسئول القطري مع وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي ومسؤولين أمنيين) أن بلاده حريصة على سلام إسرائيل، مدعياً أن الدوحة تقدم المعونات لغزة لكي تجنب تل أبيب الدخول في حرب مع الفلسطينيين بالقطاع، كما ذكر أن قطر تتابع تلك الأموال لضمان عدم وصولها واستغلالها لصالح المقاومة، مؤكداً أن قطر تساعد إسرائيل على تجنب حرب أخرى في غزة بتحويل أموال إغاثة للفلسطينيين الفقراء بمباركة من واشنطن.
وأضاف أن هذا التعاون دليل على أن الدوحة ليس لها أي تعاون مع حركة حماس التي تسيطر على القطاع وتشرف على المعونات فيه، مؤكدًا أن بلاده تستشير إسرائيل وأمريكا في تحركاتها الخاصة بفلسطين مستدلاً بذلك على سماح إسرائيل للمسئولين القطريين بالدخول والخروج من قطاع غزة.
ويعاني قطاع غزة -المحاصر منذ العام الماضي من قبل الاحتلال الإسرائيلي- من أزمة إنسانية كبيرة، وتفتح السلطات المصرية المعابر الحدودية من آن لآخر لدخول الإعانات.
وقال السفير القطري، إن هذه الأزمة هي التي جعلت بلاده تقدم المساعدات لقطاع غزة، مؤكدًا أن التنسيق مع إسرائيل ضروري لتوزيع الأموال، وأن ذلك كان أحد محاور اتصالاتها الدبلوماسية مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأضاف العمادي -بعد أن اجتمع مع وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي ومسؤولين في الأمن- أن غزة على شفا الانهيار.
وتابع -في إشارة لنحو 800 مليون دولار مساعدات تقدمها قطر لغزة منذ آخر صراع بين إسرائيل وحماس في 2014-: «هذا ما نحول دون وقوعه. الحرب.. الحرب المقبلة. لا نريد الحرب المقبلة».
وتابع العمادي -وهو أيضًا مدير الإغاثة لقطاع غزة قائلًا-: «العمل الذي نقوم به هو الحفاظ على السلام للبلدين».
وذكر العمادي أن قطر استجابت لطلبات إسرائيلية وأمريكية وتوقفت عن استضافة صالح العاروري نائب زعيم حماس. وأضاف أن «كل قرش» من الأموال القطرية تحصل عليه غزة تجري مراقبته لضمان إنفاقه على الاحتياجات الإنسانية.
وقال: «نبلغ واشنطن بالمعلومات الصحيحة بشأن ما نقوم به... وهؤلاء الناس (الأمريكيون) معنا». وأضاف أن صورة قطر «تحسنت لأنه... عندما نخبرهم بما يجري على الأرض وما نقوم به هناك، فهذا عمل جيد».