منذ سنوات طويلة نعرف بأن هناك صوالين لبعض السيدات القديرات اللاتي تتفضل بتخصيص يوم من كل أسبوع لاستقبال السيدات بمختلف أطيافهم وطبعاً هذا يعتبر من خصوصياتها طالما هو في منزلها ولا يحق لأحد أن يشترط ماذا يجب أن يكون أو ماذا يفترض أن يقدم حتى ولو كانت (للوجاهة).. ولكن أنا أعتب على بعض الأندية الأدبية التي احتضنت الفكرة وقامت بتنفيذها إضافة إلى أن هناك بعض الأندية تعتزم بتفعيلها.. وقد أبديت وجهة نظري تجاه هذه الأندية بأنني غير مؤيد لها ولست مقتنعاً ولكن يظلون هم أصحاب القرار النهائي سواء كانوا (منتخبين أو معينين) وتكمن وجهة نظري بأنه حينما يقوم النادي بتخصيص صالون نسائي مغلق على السيدات فهذا يعود للمربع الأول تدريجيًا بطريقة غير مباشرة بعزل السيدات عن الرجال حتى ولو كان هناك بعض النشاطات المشتركة بالنادي ولا أعلم عن حكمة تخصيص صالون في مؤسسة ثقافية رسمية مقتصر على النساء فالصالون مكانه المنزل وإذا أرادوا أن يكونوا تحت مظلة رسمية فلماذا لا يتوجهون إلى الجمعيات النسائية ويفعلون فيها الجانب الثقافي... لأني لا أجد أي مبرر مقنع رغم ما سمعته من مبررات (لم أتقبلها) وهذا من حقي لأني أعرف أن الثقافة شاملة لكل الأجناس فعودة الحضور النسائي المغلق غير منطقي خاصة وأنه أحيانا قد يتم استضافة إحدى المثقفات الجديرات بالتقدير ولا يمكن للرجال أن يحضروا ويشاركوا ويستفيدوا.. ولكن أتعجب من المدافعين عن تفعيل الصوالين النسائية بالأندية حينما يرددون دومًا أن المفروض أن يكون العمل في المؤسسة الثقافية عملاً جماعيًا وأنها يجب أن تنفتح على الآخرين ويجب أن تتاح الفرصة للجيل الجديد أن يلتقي بالأساتذة الأدباء الكبار ويجب أن يتبنوا المواهب الجديدة ويجب أن يتخلص المجتمع من بعض التعقيدات بالمقابل تجدهم يحييون ويشجعون الصوالين المغلقة.
- نبيل حاتم زارع