أسَرتْني غزالةٌ يعربية»
وسَبتْني بسِحْرِها ريميّة
بَهَرَتْني بِحُسْنِها ودَلالٍ
وبَهاءٍ ونظْرةٍ سِحْريّة
وأفاضَتْ عليَّ شَهْداً مُذاباً
وسَقَتْني من الَلمَى العسليّة
زرعَتْني على النُّجومِ بريقاً
وَدَعَتْني لِرَقْصةٍ سَرَويّة (1)
وسَرَتْ بي فوق الغُيومِ اخْتيالاً
من (مَريرٍ) إلى (سُهولِ الحَوِيّة) (2)
سامَرَتْني وانْسابَ لَحْنٌ جميلٌ
وتَريٌّ في نَغْمةٍ أزْدِيّة
وكأنّ الحُروفَ تنْسابُ لَحْناً
شاعرياً في لَحْظةٍ شاعرية
سألتْني: والدّمْعُ يُغْرِقُ عيْنيها، م
مَتَى نَلْتَئِمْ بِعَقْدٍ سَوِيَّهْ؟
نَبْتني العُشَّ في خَميلةِ وَرْدٍ
والدَّوالي زَهِيَّةٌ وشَذِيَّهْ
ونُعَلِّي بُنْيانَهُ بِودادٍ
ونَبُثُّ الأنْغامَ فيهِ شَجِيَّهْ
ضيْفُنا الغيمُ والسّحائِبُ تَهْمي
والرّياحينُ في رُبانا زَكِيَّهْ
وعليْنا من الإلهِ وِفاقٌ
والتّباشيرُ من سَمانا حَفِيَّهْ
إنْ تَجَلَّى لكَ الزّمانُ فبادِرْ
وارْوِ قَلْباً فيهِ المشاعرُ حَيَّهْ
يا ابنةَ الطّيبِ قد مُلِئْتِ وِداداً
وَوَفاءً وعِزَّةً وحَمِيَّهْ
أنْتِ بنتُ الكِرامِ عِزّاً وفخْراً
والمُروءاتُ شيمةٌ عربيّة
أمْطريني بِوابِلٍ من حَنانٍ
واغْرِسيني وَسْط الرّياضِ النّدِيّة
واغْمُريني بِنَفْحةٍ من عَبيرٍ
واشْفِ روحي بِهَمْسةٍ غزليّة
واجْعلي شمْسَكِ الضَّحوكَ تُداعِبْ
مُقْلتي بين غُدْوةٍ وعَشِيَّهْ
فيكِ عانَقْتُ كُلّ معْنى جميلٍ
وسَمَتْ بي نفْحاتُكِ العِطْريّة
وتَبَدَّى ثَغْرُ القَصيدةِ يَشْدو
بِأغاني الحُداءِ والسّامِرِيَّهْ
ليت يَصْفو لِيَ الزّمانُ وأحْظَى
بِكِ في لحْظةِ الصّفاءِ الهَنِيَّهْ
(1) سَرويّة : نسبة إلى جبال السّروات.
(2) مَرير : جبلٌ في محافظة النّماص بمنطقة عسير، به منتزهٌ جميلٌ يتميّز بطبيعته البكر الخلابة.
الحَوِيّة : ضاحيةٌ من ضواحي مدينة الطائف.
شعر/ عبد القادر بن عبد الحي كمال