إن الجانب الأبوي من الإعلامي القدير الأستاذ/ عبدالله حمزة راجح هو جانب مضيئ ومشرف وقد لا يعرفه الكثيرون. فبالرغم من عدم إتمام الوالد - حفظه الله - لمراحل متقدمة من التعليم إلا أنه قد حرص كل الحرص وبمشاركة الوالدة - حفظها الله - على توفير كل سبل التعلم لي ولجميع إخوتي -ولله الحمد. فبدون مراعاته - حفظه الله - لهذا الجانب لم أكن لأصل إلى ما وصلت إليه اليوم من التعليم. فبالنسبة لي كانت يده الحنونة ترعاني في كل خطوة من خطوات دراستي منذ المرحلة الابتدائية وحتى الدكتوراه... فقد كان يناديني دائما «بالدكتورة» منذ نعومة أظفاري حتى كبرت وكبر معي الحلم بأن أصبح طبيبة أخدم وطني الحبيب كما خدمه هو وبإخلاص طوال مسيرة حياته.
وحتى عند اختياري لعلم التشريح كتخصص دقيق كان - حفظه الله - دائم النصيحة والتوجيه والرعاية والتحفيز لي حتى حصلت على درجة الدكتوراه في تخصص صعب ونادر - ولله الحمد - وأنا اليوم بفضل الله أعمل أستاذًا مساعدًا في قسم التشريح بكلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز.. وكذلك هم جميع إخوتي وأخواتي حصلوا على شهادات جامعية في مجالات العلوم المختلفة.
وبسبب نشأتنا جميعاً في بيت يضم مكتبة كبيرة أنشأها الوالد - حفظه الله - تزخر بكتب نادرة ومتنوعة من العلوم المختلفة فقد أثرى لدينا حب القراءة والمعرفة منذ الصغر، وقد ورث بعضنا حلاوة الصوت من الوالد - حفظه الله - ولكن لم يحظ أي من إخوتي الذكور بحنجرة الصوت الإعلامي المميز للوالد، فما زلت أذكر حتى اليوم المقطع الشهير له في الراديو حيث كان وما زال يردد «إذاعة نداء الإسلام من مكة المكرمة»....وكذلك ورث بعض إخواتي حب الكتابة والإلقاء....
وأيضًا وبسبب نشأتنا في بيت رجل إعلامي كان اهتمامه الأول الإذاعة والراديو والأخبار فقد كان صوت الراديو في البيت يجلجل منذ الصباح بداية بالبرامج الصباحية المختلفة والتي كان يعدها ويقدمها الوالد ونهاية بأخبار الظهيرة والتي كان يقدمها أيضاً بصوته الأخباري المميز، فأصبح للراديو مكانة كبيرة في أنفسنا منذ الصغر.. وقد حرص - حفظه الله - وبكل تواضع على أخذ رأينا في الكثير من كتاباته الجميلة وخاصة البرامج الصباحية وكنا نتجمع حول الراديو لسماع حلقة جديدة من برنامج «صباح الخير» الشهير.. حفظ الله الوالد الإعلامي عبدالله راجح وأمده بالصحة والعافية وجزاه الله عنا خير الجزاء....
** **
د. نسرين عبد الله راجح / جامعة الملك عبد العزيز - كلية الطب