عبد الله حمزة راجح، هل هو الأستاذ أم المذيع أم العمدة؟ لقد كان زميلاً لا يُشق له غبار بصوته الجهوري المتميز والذي جعله في بداية الثمانينات من القرن الماضي واحدًا من أشهر مذيعي إذاعة المملكة العربية السعودية من جدة، حيث انفرد بتقديم برنامج سياسي اسمه على ما أذكر وأتمنى أن لا تكون ذاكرتي خائنتي (أكاذيب وحقائق)، أو بهذا المعنى، وهو برنامج كان ردَّاً على أحد البرامج الإذاعية السياسية في بعض الإذاعات العربية ومضمونه النيل من المملكة، مفندًا ومبينًا بالدلائل والقرائن والبراهين تلك الاتهامات والافتراءات وتلك التخرصات التي هدفها تشويه صورة المملكة بيد - والله أعلى وأعلم - أن هذا بعض من قدرنا في هذا البلد الطيب المضياف والحمد لله على كل حال.
لقد حقق عبد الله راجح الإعلامي الكبير والأستاذ القدير بفضل الله شهرة كان يغبطه عليها الكثير، ولا أعتقد مطلقًا أنه وعلى الأقل في تلك الحقبة الزمنية وُجد من يأخذ تلك المكانة الرفيعة، تلك الحقبة هي التي أطلق عليه البعض منا فيها اسم: شون الإذاعة (والشون عصا غليظة وطويلة بعض الشيء يلعب بها من يحب رقصة المزمار من أولاد الحارة الشجعان)، لقد زاملته على مدى هذه السنين الطوال ولا أذكره إلا مبرزًا في كل ما أُسند إليه من أعمال وكان آخرها على ما يغلب عليه ظني: مديرًا للأخبار بإذاعة جدة، وكنا حين نقصده في مكتبه لا نراه إلا مع كم هائل من الكتب والمراجع التي تحيط به في جميع مكتبه في مختلف المجالات: الدينية والأدبية والاجتماعية والرياضية ناهيك عن السياسية بطبيعة الحال.
لقد كان عبد الله راجح بارعًا حينما يقدم برامج أدبية أو ثقافية أو إعلامية أو حتى وجدانية، فهو إذن الجدير بلقب: الإعلامي الأستاذ عبد الله حمزة راجح والذي أتمنى له العفو والعافية ولجميعنا وللقارئين دون تخصيص، والسلام عليكم.
** **
- أمين قطان