الأستاذ عبد الله راجح الإذاعي المخضرم صاحب الصوت الرخيم، الذي قَدِم من ينبع إلى مكة فقادته المصادفة ليصبح مذيعًا في إذاعة مكة عام 1956هـ كما ذكر في أحاديثه ولقاءاته. وهو من جيل أساتذة كانوا روادًا للإذاعة وأعلامًا في تاريخها، منهم عباس فائق غزاوي ومطلق مخلد الذيابي ومحمد الشعلان ود. بدر كريم ود. عبد الرحمن الشبيلي ود. محمد أحمد صبيحي وحسن الطوخي وخميس سويدان ومحمد مشيخ وحسين العسكري وعبدالرحمن يغمور - رحم الله من مات منهم ومتع الله أحياءهم بالصحة والعافية -.
عمل مذيعًا فترات، ثم مقدمًا للبرامج فمذيعًا لنشرات الأخبار، وتقلد مناصب قيادية في إذاعة جدة مديرًا للتنفيذ وكبيرًا للمذيعين ومراقبًا عامًّا للبرامج. كان من أوائل المذيعين الذين انتدبوا للعمل والتدريب في إذاعة صوت العرب، وتخرج من المعهد الإذاعي بالقاهرة عام 1960م. من أشهر البرامج التي قدمها للإذاعة (ركن المرأة) و(حقائق وأكاذيب) الذي تصدى من خلاله للحملة الإعلامية خلال الخلاف بين المملكة وسياسة جمال عبد الناصر في الستينيات الميلادية، إضافة إلى ما كان يقدمه من برامج للتعليق على الأنباء وتحليل مجريات الأحداث. كما أن من البرامج التي أبقت الأستاذ الراجح يمتع المستمع بصوته الذي اشتهر به، والذي أصبح شعارًا لصوت نداء الإسلام (ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحًا وقال إنني من المسلمين). استمر الأستاذ عبدالله راجح في عطائه رغم ظروفه الصحية وكِبَر سنه ببرنامجه الديني الجميل (في رحاب الإيمان). نسأل الله له الصحة ودوام العافية. عرفته والتقيت به خلال تعاوني وأعمالي الإذاعية معدًّا للعديد من البرامج والدراما الإذاعية، ومقدمًا لبعضها. وهو إعلامي عصامي صبور، دمث الخلق، نقي السريرة.
** **
- محمد علي قدس