الأستاذ عبد الله راجح علم في رأسه نار، احتواني في الإذاعة هو وبدر كريم، وقد دخلت الإذاعة وعمري ثماني سنوات يوم: 8-10-1380هـ أقدم أناشيد وطنية، واستمررت لمدة سنة ثم جاءني اقتراح أن أصبح ممثلًا لحاجة الإذاعة ممثلين سعوديين، وعندما دخلت الإذاعة لم يكن هناك أي مخرج سعودي.
كان من أشرف على التجربة الصوتية هو عبد الكريم محمود الخطيب، وكان وقتها مدير البرامج هو عبد الله راجح ومدير الإذاعة عباس غزاوي والوزير جميل الحجيلان.
علاقتي بعبد الله راجح أقوى من العلاقة بأي إنسان آخر، وأنا لا أنكر الجميل فقد استفدت منه الكثير، وأعترف بفضل الكثيرين عليَّ في إذاعة جدة مثل فؤاد سندي وغيره.
عبد الله راجح له دور كبير في إذاعة جدة وكان له مكانة لدى الملك فيصل -- رحمه الله -، وكان يتبنى المواهب الشابة، فعندما يحضر له الإعلامي الجديد يصدر أمره بعمل تجربة صوتية ويبنيه بناءً حسناً.
وقد رشحني مذيع أساس، دخلت للأطفال ثم مقدم برامج للكبار، وكان يرعى برامجنا ويتحمل أخطاءنا وينبهنا لها، وكان بلا منازع متنوع المواهب وصوته جميل وكان يقدم أروع البرامج في الإذاعة، ومن ذلك برنامجان رائعان لأنه يكتب من فكره وهما: عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبرنامج صباح النور يقدم من خلاله مشكلة اجتماعية.
عبد الله راجح طاقة لا تُعوض، وكان نظاميًا في عمله لا يقبل التلاعب، ويشدد على انضباط المذيعين وقد علمنا هو وبدر كريم النظام والانضباط، وكانا مهتمين بحل أي مشكلة تعترض طريقنا.
** **
- ناجي طنطاوي