عبدالله راجح إحدى العلامات البارزة في أثير الإذاعة السعودية، وأحد أهم وأجمل الأصوات التي كبرت ذائقتنا ونمت تجاربنا على سماعها، وأحد القلة الذين أنصفوني شخصياً حين وقف الكثير في طريقي. ولن أنسى وقفاته ومواقفه. لم يكن عبدالله راجح اسماً عادياً بصوته وحضوره ولغته. لعله من المناسب أن أشير إلى أنني حين بدأت أولى خطواتي الإذاعية كان عبدالله راجح مديراً للأخبار ومقدماً لأهم البرامج الصباحية مع القديرة دلال عزيز ضياء. وكانت بداياتي إذاعياً على يديه حين اقترحت عليه بحكم علاقتي الصحفية بالشعراء أن أجري له عدداً من الحوارات مع رموز القصيدة العامية. بدأتها بلقاء مع بدر بن عبدالمحسن والسامر ومنادي والمعنى وصالح الشادي ونايف صقر ومساعد الرشيدي، وغيرهم كثير. ووجدت فيه نعم الموجه، وهو يدفعني ويشجعني نحو المزيد، ويفرد مساحة من برنامجه لهذه اللقاءات التي من خلالها استطعت اكتساب تجربة العمل الإذاعي، وأهمية تلوين الصوت بما يناسب الحدث. ساهمت في تشكيل تجربتي. كنتُ أسمع صوته معلقًا على الأخبار في برنامج خبر وتعليق كما لو كنت أسمع أغنية لعبدالحليم. والحق أن هذه التجربة معه كسرت حاجز الرهبة منه بوصفه إدارياً له ثقله في أخبار الإذاعة. وقد اقتربت منه وعملت معه لسنوات لن أنساها. شكراً لكم وأنتم تضعونه أمام أعيننا وإن لم يغب عنا. وشكراً لهذه اللفتة الكريمة منكم.
- سعد زهير