الأستاذ الإعلامي الكبير عبد الله راجح إعلامي من الطراز الأول، صوت المملكة في زمن الملك فيصل - رحمه الله - مدافعًا ومنافحًا عن مواقف المملكة السياسية بصوته الجهوري المتميز.
عرفته صوتًا بقوته وفخامة أدائه، قبل أن ألتقيه عام 1407 هـ، أي قبل أكثر من 30 عامًا مضت، عندما التحقت بالعمل الإذاعي في إذاعة جدة، وأثناء التجربة المؤهلة أو العكس لممارسة العمل الإعلامي مذيعًا رسميًّا. كان هو أحد أهم أعضاء لجنة التجارب الصوتية للمتقدمين الجدد، التي أعلنت قبولي بعد انتظار دام ما يقارب الشهر.
أتذكر عندما بدأت وتدرجت حتى وصلت إلى قارئ نشرات الأخبار استدعاني إلى مكتبه، ونظر لي بعين الأستاذ والموجه والناقد، وقال لي بالحرف الواحد: الآن أستطيع أن أرشحك لتقديم برنامجي الإذاعي (الشهير في ذلك الحين) برنامج (المايكروفون الصحفي). وبالفعل كان أول وأهم انطلاقتي البرامجية بمختلف أنواعها.
كان شديدًا إلى حد القسوة أحيانًا. لا يمكن أن يتهاون أمام أي مخالفة أو قصور في أداء الموظف مهما كان موقعه ومرتبته الوظيفية، لدرجة أن الجميع عندما يكونون خارج مكاتبهم لأمر ما يهرولون إلى مكاتبهم عند سماع صوته، أو الهمس بأن الأستاذ القدير يقوم بجولة مفاجئة.
** **
مشعل الثبيتي - كبير المذيعين، والمدير العام للأخبار والبرامج السياسية في إذاعات جدة