تعرفت على الأستاذ عبدالله حمزة راجح في أواخر حياته العملية، وذلك من خلال اجتماعات اللجنة البرامجية المشتركة لإقرار البرامج الإذاعية لإذاعتَي الرياض وجدة، وكان الأستاذ عبدالله راجح أحد أعضاء اللجنة بحكم كونه مدير إدارة الأخبار في إذاعة جدة، وكانت مقابلتي له لا تتعدى قاعة الاجتماعات، لكنها كانت كافية لأعرف مدى رجاحة عقله وسعة أُفقه وعمق ثقافته من خلال مداخلاته ونقاشه حول كثير من البرامج المطروحة للنقاش.. ولعدم عمق معرفتي به لا أجدُ ضيراً من أن أستعير بعضاً مما كتبه عنه الأستاذ بدر بن أحمد كريم - رحمه الله - وهو المعاصر له منذ التحاقه بالعمل؛ إذ قال عنه في كتابه (نشأة وتطور الإذاعة في المجتمع السعودي) ص 538:
وُلد الأستاذ عبدالله بن حمزة راجح بمدينة مكة المكرمة عام 1356هجريًّا، وحصل على الشهادة الابتدائية من المدرسة الفيصلية بمكة المكرمة، وشهادة معهد المعلمين بالمدينة المنورة، ثم التحق عام 1376هجريًّا بالمديرية العامة للإذاعة والصحافة والنشر (وزارة الإعلام حالياً)، فعمل مذيعاً ومُعِدَّاً ومقدماً للعديد من البرامج، إلى جانب قراءة النشرات الإخبارية. وتدرج في العمل الإذاعي؛ إذ عَمِلَ مديراً للتنفيذ (كبير المذيعين) فمراقباً للبرامج، ثم مديراً للبرامج ثم مديراً لإدارة الأخبار بإذاعة جدة، كما التحق عام 1380هجريًّا بدورة تدريبية في معهد التدريب الإذاعي في القاهرة، ودورة في معهد الإدارة العامة (فرع جدة) عام 1414هجريًّا عن الإدارة المتقدمة.
من أشهر البرامج التي أعدها وقدمها برنامج (على الماشي) لكنَّ اسمه ارتبطَ ببرنامج (حقائقنا وأكاذيبهم) رداً على برنامج (أكاذيب وحقائق) الذي كان يُذاع من إذاعة صوت العرب آنذاك. وإلى جانبِ عمله في الإذاعة أسَّسَ مجلة (الرياضي)، وهي مجلة تُعْنى بالشؤون الرياضية في مختلف نواحيها، وكانت في وقتها تُعتبر من أهم المجلات الرياضية لغزارة مادتها وشمولية طرحها وحرصها على متابعة الرياضة والرياضيين في مختلف مدن المملكة. وقد صدر العدد الأول منها في شهر رجب عام 1388هجريًّا.
في الأول من شهر رجب عام 1418هجريًّا ترجل عن العمل الإذاعي؛ إذ أُحيل للتقاعد بعد حياة عملية حافلة بالعطاء المميز، وبعد أن قدم عصارة فكره وجهده، وساهم مع زملائه بأفضل ما لديه لخدمة الإذاعة ودفعها نحو التقدم والازدهار وسعة الانتشار. هذا ما لدي عن أستاذنا الكبير عبدالله حمزة راجح، وأجزم بأن لدى الزملاء الذين تمت استضافتهم للمشاركة في هذا الملف الكثير مما سيقولونه عنه بحكم زمالتهم اللصيقة به، وهو القامة الإعلامية الشامخة.
ولا يفوتني هنا أن أتقدم بجزيل الشكر وعاطر الثناء لصحيفة الجزيرة الغراء - ممثلة برئيس تحريرها سعادة الأستاذ خالد المالك، وسعادة المشرف على المجلة الثقافية الدكتور إبراهيم التركي وجميع العاملين عليها - لاهتمامهم وحفاوتهم بأعلام الفكر والأدب، والأعلام في وطننا الغالي ممن كان لهم دور بارز ومؤثر في إثراء حياتنا أدبياً وفكرياً وثقافياً.
** **
عبدالمحسن داود الخلف - مدير عام إذاعة الرياض سابقاً