الزميل الأستاذ عبدالله حمزة راجح (أبو الوليد) قامة إذاعية معروفة، وإذاعي كبير متمرس في شؤون الإذاعة وبرامجها، وأحد رجالات إذاعة جدة المشهود لهم بالكفاءة وعشق العمل الإذاعي والإخلاص فيه.
هو عاشق الحبر الأخضر، وصاحب توقيع الشمسية أو المظلة الشهير بين إذاعيي إذاعة جدة.. هو أيضًا صاحب برنامج (على الماشي) المماثل لبرنامج (في الطريق) للإذاعي المبدع الراحل الأستاذ: بدر كريم - رحمه الله -، كما أنه صاحب برنامج (أكاذيب تكشفها الحقائق) الذي كان يذاع في حقبة الستينيات الميلادية، وهو أيضًا صاحب المقدمات الإذاعية الكثيرة المميزة، وأشهرها مقدمة: إذاعة نداء الإسلام من مكة المكرمة. لقد تعرفت على الزميل عبد الله راجح بعد التحاقي بإذاعة جدة عام 1392هـ، وأول لقاء معه كان في بداية شهر رمضان المبارك في استديو الهواء عندما كنت ملازمًا له في الاستديو أثناء فترة التدريب الإذاعي، وقد لازمته إضافة إلى بعض الإذاعيين الكبار، وهم: الإذاعي القدير الراحل الأستاذ يحيى كتوعة - رحمه الله -، والزميل الأستاذ حسين نجار والزميل الأستاذ أمين قطان. ولقد تولدت علاقة الزمالة مع أبي الوليد بمرور السنين، خاصة عندما تم تعيينه مديرًا بشعبة البرامج عام 1395هـ أو 1396هـ - لا أتذكر بالضبط، ولكنه بين هذين التاريخين - وقد كان لي معه موقف ما زلت أتذكره، وكنت أذكِّره به دومًا عندما كنا نلتقي في اجتماعاتنا الإذاعية؛ فقد كُلفت بتقديم برنامج (ما يطلبه المستمعون) إلى جانب الإعداد بسبب إجازة المعد الأصلي للبرنامج إلا أن الأستاذ عبد الله اعترض على تقديمي البرنامج، وطالب بأن أكتفي بالإعداد على أن يقوم زميل إذاعي آخر بتقديم البرنامج إلا أني قابلت ذلك بالرفض، وأصررت على الإعداد والتقديم وإلا فلا، وبالطبع فإن هذا الموقف من مذيع مستجد أثار غضبه، وكتب مذكرة يطلبني فيها بمقابلته في مكتبه، وعندما قابلته سألني بنبرة حادة: لماذا ترفض إعداد البرنامج وتصر على التقديم؟ قلت له بسبب كوني مذيعًا رسميًّا ومعتمدًا طالبت بالتقديم. وعندما تأكد من ثباتي على موقفي أوكل مهمة البرنامج لمذيع آخر. وهناك موقفان آخران حدثا لي مع الأستاذ عبد الله، ولكن المقام لا يتسع لذكرهما.
وقبل أن أختم حديثي عن أحد أعلام إذاعة جدة حري بي أن أذكر أن الأستاذ عبد الله راجح يتميز بشخصية قيادية مهابة، وهو إداري ناجح، حباه الله - عز وجل - بنعمة الصحة والعافية والنشاط وقوة التحمل؛ فهو - على سبيل المثال - يباشر عمله المكتبي صباحًا، ويظل في مكتبه ساعات طويلة حتى قبيل صلاة العصر دون كلل أو ملل؛ ليستمع للبرامج ويراقبها ويحرر المذكرات ويتابع بث البرامج على الهواء.
إنه أحد عمالقة الإذاعة في الزمن الجميل. ولقد كان آخر منصب تقلده حتى إحالته للتقاعد هو: مدير إدارة الأخبار في إذاعة جدة. وقد تميزت إدارته بالحزم والضبط والربط، واستفاد كثير من محرري الأخبار من خبرته وتوجيهاته في تطوير قدراتهم العملية فيما يخدم منظومة العمل الإخباري.
أسأل الله الكريم أن يمتعه بالصحة والعافية، وأن يحفظه من كل سوء شر.
** **
بكر با خيضر - المدير العام لإذاعة جدة الأسبق