الأستاذ عبد الله حمزة راجح بدأ حياته مذيعًا ثم أصبح مديرًا للتنفيذ، أي كبير المذيعين في الفترة التي كان لا يوجد فيها في الإذاعة سوى خمسة أو ستة مذيعين، هم: مطلق الذيابي ومحمد حيدر مشيخ وبدر كريم ويحيى كتوعة وعبد الكريم الخطيب - رحم الله من مات منهم، ومتّع من بقي بالصحة والعافية -.

عبد الله راجح قدم برنامجًا شعبيًّا، اسمه (على الماشي)، كانت له شعبية كبيرة. عبد الله راجح صوت من الأصوات الإذاعية المميزة، كان رجلاً وطنيًّا مخلصًا لوطنه ولدولته الرشيدة.. قدم العديد من البرامج السياسية.. كان مميزًا في قراءة التعليقات السياسية والتعليقات الدينية (الصور الصوتية التي تنقل من المسجد الحرام).. كان مميزًا في قراءة نشرات الأخبار.. كان مذيعًا متمكنًا من اللغة العربية، وأصبح فيما بعد مراقبًا عامًّا للبرامج. أشهد لله بأنه كان إداريًّا حازمًا، لا يقبل التهاون في العمل، أو الإهمال في تنفيذ البرامج.. كان إذاعيًّا ملتزمًا بالزمن والوقت.. لم أعرف أنه تغيب عن مكتبه إلا لظروف قاهرة.

هو الإذاعي الذي كلفه الأستاذ: عباس غزاوي في عام 1378هـ بأن يختبرني اختبارًا إذاعيًّا مكثفًا، صوتًا ولغة وبديهة وارتجالاً، وذلك في استديو إذاعة جدة. وحمدًا لله؛ كانت النتيجة مميزة، ومن هنا عُيّنت مذيعًا في إذاعة جدة.

لي العديد من الذكريات الرسمية مع عبد الله راجح؛ فلقد كلفني في عام 1380هـ بأن أنقل صلاة الفجر من المسجد الحرام يوميًّا لمدة ثلاثين يومًا في شهر رمضان، واشترط علي أن أكون نهارًا موجودًا في إذاعة جدة لتنفيذ الفترات وقراءة النشرات الإخبارية، وليلاً تنقلني سيارة الإذاعة إلى مكة المكرمة، وأعود قبل شروق الشمس. سافرت مع عبد الله راجح في رحلات عدة إلى المدينة المنورة والطائف وينبع لتسجيل العديد من المقابلات الإذاعية.

عبد الله راجح أصبح فيما بعد مديرًا لإدارة الأخبار في إذاعة جدة، وكان إلى جانب عمله في البرنامج العام.. كتب وقدم العديد من البرامج الدينية في إذاعة نداء الإسلام، ولا أنسى أنه كان مشرفًا على تنفيذ برنامج: (البيت السعيد) الذي تناوب عليه الإذاعيات: د. فاتن أمين شاكر، وعائشة حماد، ونجدية الحجيلان، ونجاة العواد، وشيرين حمزة شحاتة، وعزة فؤاد شاكر.

إذا ذُكر الإذاعي عبد الله راجح يُذكر بكل خير، ويُعتبر من رعيل الإذاعيين الأوائل.. وقد ترجمت له في كتابي: مسيرة نصف قرن إعلام، الذي قامت بطباعته المكتبة المركزية في المملكة (مكتبة الملك فهد الوطنية) سنة 1387هـ.

كنا نحن الإذاعيين نبتعث إلى المعهد الإذاعي في القاهرة لدراسة الفن الإذاعي، وكان عبد الله راجح من أوائل المذيعين الذين ابتعثوا لهذا المعهد.

أتمنى للأستاذ عبد الله راجح كل خير، والخاتمة الجميلة في هذه الحياة، وأسأل الله له التوفيق.

** **

عبد الكريم الخطيب - المدير العام للأخبار في وكالة الأنباء السعودية سابقًا والإذاعي المعروف