عبد الله راجح من المذيعين الأوائل الرواد في الإذاعة السعودية، له صوت جهوري متميز إلى الآن، وكان عندما يقدم مقدمة نداء الإسلام لا يمل السامع منها.. صوت جميل وفريد..
بدأ مذيعًا ثم تدرج إلى كبير مذيعين، ثم مدير للبرامج.
في عمله مديرًا للبرامج كان يأخذ جُل وقته؛ لأنه كان لا بد أن يستمع لكل البرامج التي تذاع على الهواء، وكان إداريًّا دقيقًا، يراقب البرامج، ويحاول أن تكون كل المواد ليس عليها أية ملاحظات. كان له برنامج (في الطريق)، يتحسس من خلاله مشاكل الناس، ويعالجها، وأخذه من بعده الزميل بدر كريم - رحمه الله -.
عندما عُيّنت في الإذاعة طلب مني الحضور لمكتبه ومعي عبد الكريم نيازي، وقال: هناك مهمة. وذهبت معه في سيارته، ووقفنا في مكان هادئ، وقال: الآن أريد أن أسجل معكما حلقة بمناسبة دخولكما الإذاعة. وعملنا تسجيلاً، وكان من أجمل الحلقات، وكان لأول مرة أسجل مع عبد الله راجح.
وفي يوم من الأيام، وعندما كان عبد الله راجح مديرًا للبرامج، كان لديه ملاحظة على أحد برامجي فطلبني في مكتبه، وقال: لا بد من إعادة البرنامج. فقلت له: أنا متعب. قال: سيذاع غدًا، ولا بد من الإعادة. فاختلفنا وتناقشنا، وتركت البرنامج، وتركت الإذاعة، وذهبت إلى البيت. وما هي إلا ساعة وإذا به هو وفؤاد سندي يأتيان إلى البيت، واعتذرا لي، وعدت إلى الإذاعة، وسجلت البرنامج، وأذيع في موعده.
عبد الله راجح رغم شدته إلا أنه يحمل قلب طفل.. كان لديه برنامج ديني، يكاد يكون من أحسن البرامج التي قدمها، وكان عبد الله راجح زاهدًا في التلفزيون، ويكاد يكون الوحيد الذي لم يطلع على شاشة التلفزيون.
كان معروفًا ومشهورًا ببرنامجه الناجح الذي يذيعه يوميًّا (حقائقنا وأكاذيبهم) للرد على أكاذيب تمس المملكة، وكان بصوته الجهوري، وما كان أحد يستطيع أن يعمله بتلك الطريقة غيره، وكان مؤثرًا، وله تأثير كبير.
عبد الله راجح يعتبر من الأوائل، وعملة نادرة، صبورًا وفيًّا مع زملائه.. كان يجلس في مكتبه إلى آخر الليل يراقب البرامج، ويعد لبرنامجه، ويسجل البرنامج اليومي.. يقوم بكل ذلك حبًّا للوطن وللعمل.
** **
د.محمد صبيحي - نائب مدير منظمة اتحاد الإذاعات الإسلامية